يتكون النمو السكاني من متغيرين أساسيين، هما: النمو السكاني الطبيعي، وهو الفرق بين المواليد والوفيات؛ والآخر صافي الهجرة الذي يمثل الفرق بين الهجرة الوافدة، والمغادرة. وفيما يلي نلقي الضوء على المواليد، والوفيات، والزيادة الطبيعية، والهجرة، وذلك على مستوى المنطقة ومحافظاتها.

 

 

نظرًا إلى عدم توافر سجلات تفصيلية للمواليد ضمن البيانات المتوافرة في مصلحة الإحصاءات العامة، تم الاعتماد على بيانات تسجيل المواليد الحاصلين على شهادات ميلاد من المراكز الصحية، حسب السنوات التي توافرت لها بيانات على مستوى المنطقة ومركز الإمارة.

 

وبالنظر إلى البيانات المدونة في (جدول 28) يلاحظ أن إجمالي عدد المواليد عام 1400هـ /1980م بلغ 31166 مولودًا، منهم نحو 73% سعوديون والبقية من غير السعوديين. وبلغت نسبة النوع 107 للمواليد بشكل عام. وفي عام 1410هـ /1989م زاد عدد المواليد في المنطقة بنحو 19%، وزادت نسبة المواليد السعوديين بنحو 2%، كما زاد عدد المواليد غير السعوديين الإناث على الذكور، فيما كانت نسبة النوع للمواليد السعوديين 105 ذكور مقابل 100 من الإناث.

 

وتشير بيانات عام 1413هـ /1992م إلى أن عدد المواليد قارب 64000 مولود، منهم 90% من السعوديين، وقد ارتفعت نسبة المواليد غير السعوديين إلى 14% عام 1420هـ /1999م من إجمالي المواليد. وتعود زيادة عدد المواليد في عام 1413هـ /1992م عن الأعوام التالية، إلى أن التعداد يعتمد على الحصر الشامل، في حين أن بيانات المواليد في الأعوام الأخرى اقتصرت على مَن منحوا شهادات ميلاد العام نفسه.

 

وبحساب معدل المواليد الخام لعام 1413هـ /1992م، يتضح أن معدل المواليد الخام في المنطقة، بلغ نحو 25 في الألف، ومعدل المواليد الخام للسعوديين وغير السعوديين 30 و 25 في الألف على التوالي. واحتلت المنطقة المركز الأول في معدل المواليد بين مناطق المملكة في ذلك العام، كما تعدّ المملكة من الدول ذات النمو العالي على مستوى العالم.

 

 

تعد الوفيات الطرف الثاني في معادلة الزيادة الطبيعية، وتعدّ الوفيات وبخاصة وفيات الرضع مؤشرًا مهمًّا على مدى التقدم في مجال صحة الطفل والأم، كما تدل على المستوى المعيشي بوجه عام. وفيما يلي نلقي الضوء على الوفيات ووفيات الرضع في المنطقة، ومركز الإمارة، لعدم توافر بيانات عن الوفيات على مستوى المحافظات.

 

يعرض (جدول 29) بيانات الوفيات في المنطقة ومركز الإمارة في ثلاث فترات زمنية مختلفة، ويلاحظ تقارب أعداد الوفيات على الرغم من الزيادة السكانية السنوية، ما يعكس تحسن المستوى الصحي لسكان المنطقة، ويؤكد ذلك أن معدل الوفيات الخام كان 1.7 في الألف عام 1413هـ /1992م، وهو أقل من مثيله على مستوى المملكة 4.7 في الألف. من ناحية ثانية تشير البيانات إلى أن وفيات الرضع في المنطقة عام 1413هـ /1992م تشكل نحو 31% من إجمالي الوفيات، ويبلغ معدل وفيات الرضع الخام السنوي 18.7 في الألف. وتبلغ نسبة وفيات الرضع في مدينة الدمام نحو 27% من إجمالي الوفيات في المدينة. ويعود انخفاض وفيات الرضع في مدينة الدمام إلى توافر رعاية صحية للأمهات والأطفال أفضل من تلك المتوافرة في بعض المحافظات.

 

ويظهر من البيانات أن وفيات الرضع في عام 1420هـ /1999م، بلغت 31% من إجمالي الوفيات على مستوى المنطقة و 32% في الدمام. وقد كان معدل وفيات الأطفال الرضع السعوديين 26 في الألف وغير السعوديين 27 في الألف. وفي عام 1423هـ /2002م يظهر ثبات نسبة وفيات الرضع في المنطقة وفي مركزها الإداري، مع ارتفاع طفيف في عدد الوفيات في المنطقة، يعزى إلى الزيادة السنوية للسكان.

 

من جهة ثانية توجد فوارق بين نسب وفيات الرضع من السعوديين وغير السعوديين على مستوى المنطقة، فعلى سبيل المثال في عام 1413هـ /1992م كانت النسبة 31% للرضع السعوديين، مقابل 23% للرضع غير السعوديين. وكذلك الحال بالنسبة إلى الوفيات بوجه عام؛ فهي أقل إلى غير السعوديين منها للسعوديين. وربما يعود ذلك إلى الوعي الصحي بين القادمين من الخارج الذين أغلبهم من الجامعيين.

 

 

لصعوبة الحصول على بيانات تفصيلية عما يعرف بالإحصاءات الحيوية (المواليد والوفيات) على مستوى المملكة، والمناطق الإدارية والمحافظات، وللتقليل من أخطاء التقديرات، جمعت البيانات من عدة مصادر، واعتمد على بيانات تعداد عام 1413هـ /1992م، والمسح الديموغرافي لعام 1419هـ /1998م، وتقديرات وزارة الصحة، والبلديات، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا وإحصاءاتها.

 

ويظهر من البيانات أن تقديرات معدل المواليد الخام للمنطقة يراوح بين 19 و 25 في الألف تقريبًا، أي أقل من معدل المواليد الخام في المملكة والذي يراوح بين 28 و 35 في الألف تقريبًا.

 

وتنخفض معدلات الوفيات الخام إلى ما يقارب النصف في المنطقة، مقارنة بمعدلات الخام في المملكة، ما يشير إلى فتوة سكان المنطقة. ويبرز جليًّا انعكاس انخفاض معدلات المواليد ومعدلات الوفيات في المنطقة على معدلات الزيادة الطبيعية؛ فهي أقل من معدلات الزيادة الطبيعية على مستوى المملكة، (جدول 30

 

 

شهدت المنطقة حركة سكانية منذ قديم الزمان، وقد سبقت الإشارة إليها عند مناقشة النمو السكاني عبر التاريخ في المنطقة؛ ويقتصر الحديث هنا على الهجرتين الداخلية والخارجية بعد تعداد 1394هـ /1974م؛ وذلك لقلة البيانات من ناحية، وإلى أن هذه الفترة هي الفترة الأكثر حراكًا بين مناطق المملكة وخارجها من ناحية أخرى. ويعود ذلك الحراك إلى النمو الاقتصادي المرتفع بعد زيادة مداخيل البترول، خصوصًا أثناء ما عرف بزمن الطفرة في السبعينيات والثمانينيات الميلادية من القرن الماضي.

 

يمثل المهاجرون السعوديون من المناطق الإدارية إلى المنطقة 15% من جملة المقيمين السعوديين. ويتضح ذلك من دراسة البيانات السكانية للبحث الديموغرافي لعام 1419هـ /1998م، ويبلغ إجمالي نسبة المقيمين في المنطقة من غير المولودين بها، 36% منهم 11% من السعوديين  .  وتعد منطقة الرياض المنطقة الأولى التي أتى منها أغلب المهاجرين للمنطقة، حيث إن 19% من المهاجرين السعوديين قدموا منها؛ فيما تأتي عسير والقصيم ثانيًا بـ13% لكل منهما.

 

وبالنظر إلى المهاجرين على أساس المناطق الإدارية الأربع، فإن 71% من الوافدين للمنطقة هم من مناطق الرياض والقصيم وعسير، فيما 16% من المنطقة الغربية و 13% من المنطقة الشمالية. ومن خلال مقارنة الهجرة الداخلية بين عامي 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م يلاحظ أن المهاجرين من منطقة الرياض هم الأكثر على الرغم من التراجع البسيط في عام 1413هـ /1992م عما كان عليه في عام 1394هـ /1974م، كما يلاحظ أن سكان مناطق الرياض، وعسير، والقصيم، ومكة، وحائل هم الأكثر هجرة إلى المنطقة مقارنة ببقية المناطق.

 

أما المهاجرون غير السعوديين للمنطقة عام 1394هـ /1974م، فكانوا يشكلون 12% من إجمالي المهاجرين، أغلبهم من فئة الأعمار الوسطى، وقد ارتفعت نسبتهم في تعداد عام 1413هـ /1992م، إلى أكثر من الضعف؛ حيث تجاوزت نسبتهم 26% من إجمالي السكان. ويتوقع أن تتناقص أعداد السكان غير السعوديين في المستقبل وذلك لزيادة السكان السعوديين من جهة وانتفاء الحاجة إلى استقدام أعداد كبيرة منهم.