هو سيد الأنبياء والمرسلين، وإمام المؤمنين وقدوتهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشميّ القرشيّ صلى الله عليه وسلم، مدحه الله -تعالى- في القرآن الكريم وذكر محاسن أخلاقه، حيث قال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، وقد أمضى النبي -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة وعشرين عاماً مجاهداً في سبيل الله، وداعياً إلى دين الحق، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأحبّه الصحابة رضي الله عنهم حباً جماً، وأثبتوا محبتهم بالأفعال والأقوال، حيث رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ في ليلةٍ إِضْحِيانٍ، وعليه حُلَّةٌ حمراءُ، فجعلتُ أنظرُ إليه وإلى القمرِ، فلهوَ عندي أحسنُ من القمرِ)، ورُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسولُ اللهِ أبيضَ، كأنما صِيغَ من فضةٍ، رَجِلَ الشَّعرِ).
اصطفى الله -تعالى- محمد -صلى الله عليه وسلم- من ذريّة آدم عليه السلام ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وخصّه من بين الأنبياء والرسل بالكثير من الفضائل، مصداقاً لقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)، ومن الجدير بالذكر أن معرفة هذه الفضائل تقوّي إيمان العباد برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزيد محبته في قلوبهم، مما يؤدي إلى زيادة تعظيمه والشوق إليه، ويمكن بيان بعض فضائله -عليه الصلاة والسلام- فيما يأتي:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الناس خُلقاً، وقد شهد الله -تعالى- بذلك في القرآن الكريم، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ويمكن بيان بعض صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخُلقية فيما يأتي:
موسوعة موضوع