تتجلّى خصوصيّة الدعاء في رمضان في كونها عبادة تأتي في زمانٍ مخصوصٍ، وأحوالٍ مخصوصةٍ؛ فدعاء المسلم أثناء صيامه أحد أسباب استجابته، يدلّ على ذلك ورود آية استجابة الله للدعاء بين آيات الصيام وأحكامه، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،ممّا يدلّ على العلاقة الوثيقة بين الصيام واستجابة الدعاء؛ فقد بيّن العلماء أنّ ذلك يدلّ على ضرورة الاجتهاد في الدعاء في أحوال الصيام جميعها؛ من فِطرٍ، وإمساكٍ، طوال شهر رمضان، ويُؤيّد ذلك ما رُوِي في السنّة النبويّة من أنّ الدعاء أثناء الصيام لا يُرَدّ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم).
يَهِلُّ شهر رمضان على المسلمين؛ فتُفتَح أبواب السماء، وتكثُر الخيرات، وتتنزّل الرحمات، وذلك كلّه مَظنّة استجابة دعاء المسلمين؛ إذ يستجيب الله دعوات العباد، ويعتِق في كلّ ليلةٍ من ليالي الشهر الفضيل عباده المُقبلين عليه من النار، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ للهِ تعالى عتقاءَ في كل يومٍ و ليلةٍ، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُستجابةٌ).
يجدر بالمسلم أن يلجأ إلى الله -تعالى- ويدعوَه، مع الحرص على الالتزام بعدّة آدابٍ، يُذكَر منها