قصة أبواه صالحان

الكاتب: رامي -
قصة أبواه صالحان
جرت أحداث هذه القصة في العراق تحديدًا في بغداد ، في فصل الصيف ، مع شاب وسيم قوي مفتول العضلات ، درس الحقوق وعمل بالمحاماة لفترة ، ثم استقر في عمل إداري في المحكمة ، ولكن عمله كان بعيدًا عن منزل والديه ، وبالتالي كان يقضي الأسبوع كله في عمله ويسافر بعد عمله يوم الخميس إلى منزل والديه .

يقضي في منزل والديه الخميس والجمعة وينطلق فجر السبت إلى عمله مجددًا ، وكان الشاب لعوب ويحب أن يقضي وقته في اللهو ، فكان طوال مدة تواجده في بغداد يقضيها تفتلًا في الأسواق ، و أيضًا بين الملاهي ، والحانات .

كان أبواه صالحان يحزنهما ما يفعل ، ويدعون له في الصلاة وعقب الصلاة باستمرار ، كانت والدته تود أن تزوجه حتى ينصلح حاله لكنه كان يرفض ، لأنه يفضل حياة العزوبية واللهو ، في أحد الإجازات كان يمر بسوق الأقمشة في بغداد ، من أجل أن يتتبع النساء في السوق ، وحينها وقعت عيناه على سيدتان تشتريا القماش ، كانت أحداهما تتناقش مع التاجر في سعر القماش ، كانت ابتسامتها خلابة ، وكان صوتها رقيق للغاية .

توجه الشاب مباشرة نحو السيدتان وبدا أنه يحتاج مساعدة لينتقي أفضل أنواع الأقمشة ، وقال للسيدة التي أعجبته أريد أن أشتري أفضل نوع من القماش لأهديه لسيدة جميلة ، أحببتها منذ النظرة الأولى ، بعد أن اشترى القماش طلب من التاجر أن يغلفه وناوله للسيدة في يدها .

سار خلف السيدة التي أومأت له أن يسير خلفها ، حتى دخلت إلى أحد البيوت مع الأخرى ، حينها خرجت له مبتسمة وطلبت منه أن يقابلها اليوم التالي في نفس المنزل ، الجمعة في وقت الظهيرة ، وافق الشاب سريعًا معتقدًا أنه سيقوم بكل ما يحلم به مع السيدة الجميلة .

توجه إلى منزله مبكرًا على غير عادته فهو كان معتاد على أن يسهر حتى خطوط الفجر الأولى من يوم الجمعة ، تعجب أبواه خاصة أن مزاجه كان جيدًا ، وكان يعامل أهله بأفضل طريقة ، ويلبي جميع طلباتهم بسعادة .

دخل إلى غرفته وحاول النوم لكن الأفكار والترقب لموعد الغد كان يسيطر عليه ، وبالتالي لم يستطع النوم دقيقة واحدة ، كان يفكر في الغد وماذا سيفعل ، مع ظهور أول خطوط الضوء في السماء نهض من سريره ، وتناول الإفطار مع أبواه .

كان يغني ويبدو عليه السعادة ، لا يعرف كيف يقضي الوقت ما بين صباح وظهر اليوم ، ينظر في ساعته كثيرًا ، مع اقتراب الموعد تحرك من منزله وذهب إلى المنزل المنشود ليقابل السيدة .

دخل إلى المنزل فلم يجد أحدًا بعدها تجول في المنزل وأيضًا دون جدوى ، دخل إلى أحد الغرف فوجد سيدة نائمة ترتدي ملابس تكشف أكثر مما تستر ، لكنها ليست السيدة المنشودة ، فكر أن ينتظر ، وكانت السيدة شديدة الجمال ، فلم يكن منزعجًا .

حينها وجد رجل قوي يقف خلفه ، شعر بخوف شديد لكن حين نظر إلى الرجل سلم عليه في هدوء وطلب منه أن يأتي معه ، لم يدر الشاب ماذا يفعل لكنه جلس في هدوء حين تحدث معه الرجل القوي بود .

أحضر الرجل الطعام والشراب وتناولهما مع الشاب ، وأحضر لعبة النرد وبدأ يلعب معه ، مع اقتراب وقت المغرب ذهب الرجل وأحضر مسدسه ووضعه بجواره ، كان الشاب يرتعد من الخوف ولم يستطع النطق .

حينها أزاح الرجل لعبة النرد وقال له انتهى وقت اللعب وحان وقت الجد ، لماذا جئت إلى منزلي ، فروى له الشاب ما حدث ، فقام الرجل واستدعى الزوجة التي شاهدها الشاب وسألها أين ذهب البارحة ومع من .

أجابت الزوجة وقالت أنها كانت مع واحدة من الجيران ، اصطحب الرجل زوجته والشاب وذهبوا إلى الجار وهناك تأكد الرجل من صحة ما قاله الشاب ، فقرر أن يتركه يذهب وقال له لا تتبع عورات الناس حتى لا يتتبع الله عورتك ، وإن تتبع الله عورتك فستفضح ، كان الشاب يشعر أنه يموت رعبًا ، ولم يستطع النطق ، أصر الرجل أن يوصله بسيارته إلى منزل والديه .

حين دخل الشاب إلى المنزل أخبر أبويه أنه يريد أن يتزوج ، تعجب والديه من تغير موقفه بسرعة ، بعد أسبوع واحد أتصل الشاب بالرجل ، وطلب منه أن يعتبره أبنه لأنه يعتبره أبوه الثاني ، طلب منه أن يساعده في انتقاء زوجه له .

في إجازته دعاه الرجل على الغداء وعلى طاولة الطعام وجد شابة جميلة تنادي الرجل بابا ، فقال الشاب للرجل لقد وجدتها ، فأجاب الرجل إذا فهي لك ، وبالفعل تزوج الفتاة والشاب في غضون أسابيع قليلة .

وحين سأل الشاب عما حدث له قال كان أبوي يدعون لي في كل صلاة ، وفي أعقاب كل صلاة فاستجاب الله لهم وأرسل لي هذا الرجل حتى استقيم وأعود إلى الصواب ، ومنذ ذلك الحين تبدل حال الشاب ، وأصبح يخشى الله في كل شيء ويحرص على العبادة والالتزام.

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook