"ذات مرة كان هناك طفل صغير انتقل من منزله القديم ليعيش بمسكن جديد ؛ فوجد به الكثير من الألعاب والقصص والكتب والأقلام ؛ وكانت كل الأشياء مُنظمة ومُرتبة بطريقة جيدة ؛ ولعب الطفل في ذاك اليوم بكل الألعاب ؛ لكنه نام دون أن ينظمهم ؛ أو يضع أي شيء في مكانه الصحيح .

عندما استيقظ الصغير في صباح اليوم التالي اكتشف أن كل الألعاب والأشياء التي تركها دون نظام قد تم ترتيبها ووضعها في مكانها المناسب ؛ فكان شيئا غامضًا وغريبًا ، كان الصغير متأكد أنه لم يدخل أحد الحجرة بعد أن تركها ؛ ولكنه لم يعطي اهتمامًا لما حدث ، وقام بتكرار ما فعله في السابق ؛ وكل يوم كان يحدث معه مثلما حدث ؛ حيث كان يستيقظ ليجد الألعاب مُنظمة دون أن يفعل شيء ؛ ولكن في اليوم الرابع حينما أخذ أول لعبة ليلعب بها ؛ قفزت من يده قائلة : لا أريد أن ألعب معك .

اعتقد الطفل أنه كان يتخيل ما حدث مع اللعبة ؛ ولكن تكرر نفس ما حدث مع كل الألعاب الباقية ؛ حتى نهاية الأمر قالت له لعبة قديمة مصنوعة من القطيفة : لماذا تتعجب أننا لا نريد أن نلعب معك ؟ ؛ أنت دائما تتركنا بعيدًا عن موقعنا الخاص بنا ؛ والذي نكون فيه أكثر راحة وسعادة .

تعجب الصغير الذي ظلّ ناظرًا باهتمام إلى اللعبة التي أكملت حديثها قائلة : أتعلم أنه من الصعب على الكتب أن ترتفع بنفسها إلى الرفوف الخاصة بها ؛ كما أنه من الصعب على الأقلام أن تقفز في القارورة الخاصة بها ؟

شعر الصغير بالذنب حينما قالت اللعبة : أنت لا تملك أي فكرة عن مدى ما نشعر به من عدم راحة وبرد شديد على الأرض ؛ لذلك قررنا ألا نلعب معك حتى تضع كل شيء في مكانه الخاص به قبل النوم ؛ لأن تلك الأماكن الخاص بنا هي بيوتنا التي نشعر فيها بالأمان والراحة .

فكرّ الطفل فيما أخبرته به اللعبة وتخيل نفسه ينام على كرسي بدلًا من السرير ؛ مما جعله يشعر بعدم الراحة لمجرد أنه فكرّ في ذلك ؛ وعلم أنه أخطأ في حق أشيائه التي كان يلعب معها وعاملهم بسوء ؛ فطلب منهم السماح واعتذر لهم كثيرًا ؛ ولم يعد يقوم بتلك العادة السيئة ؛ فأصبح يضع كل شيء في موضعه الخاص به قبل أن ينام ، وأصبحت الأشياء والألعاب أكثر سعادة ؛ فكانوا يلعبون معه دون ملل أو ضيق .

القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : Los juguetes ordenados

"