"نتساءل دائمًا عن مدى بشاعة الجرائم ، التي يمكن أن يصل إليها البشر ، ولعل العديد من الجرائم التي حدثت على مدار التاريخ ، تجعلنا نتوقع حدوث الأسوأ ، ولكن ماذا عن الجرائم الكاملة ؟ ، غالبًا ما يقول البعض أنه لا توجد في العالم جريمة كاملة ، ولكن ها نحن الآن أمام أكثر الجرائم الكاملة غموضًا وبشاعة ، إنها قصة الداليا السوداء .

إليزابيث شورت :
وُلدت إليزابيث شورت بطلة قصتنا في الولايات المتحدة الأمريكية ، لأسرة مكونة من سبعة أفراد ، وكان والدها يعمل في مجال بناء ملاعب الجولف ، ولكن شاء القدر ، أنه إبان الأزمة الاقتصادية التي ضربت أمريكا ، والتي عرفت باسم الكساد الكبير .

خسر الوالد كافة أمواله ، واختفى الوالد عقب تلك الأحداث ، فاعتقد الجميع بأنه قد انتحر ، مما اضطر والدة إليزابيث أن تعمل كمحاسبة حتى تستطيع تدبير أمور المعيشة ، ولم تكن في هذا الوقت إليزابيث قد بلغت من العمر سوى عامًا واحدًا .

إليزابيث والشهرة ..
مرت السنوات وعلمت الأسرة أن الوالد ما زال على قيد الحياة ، ولكنه هرب إلى فلوريدا من أجل جني الأموال ، في ذلك الوقت كانت إليزابيث قد صارت مراهقة ، وذهبت للعيش مع أبيها ، وظلت على زيارات متقطعة مع والدتها .

وعملت إليزابيث كنادلة في أحد المطاعم الصغيرة في فلوريدا ، وهناك ارتبطت بأحد ضباط الجيش الذي وافته المنية في الحرب آنذاك ، ثم ارتبطت بعد ذلك بضابط آخر يعمل في لوس أنجلوس ، فانتقلت للعيش معه ، وهنا واتتها فكرة الذهاب إلى هوليوود من أجل التمثيل والحصول على الشهرة .

ولكن حظت إليزابيث على شهرة من نوع آخر ، ففي أحد الأيام ذهبت إحدى السيدات للتنزه مع طفلتها ، التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام ، ولاحظت في منتصف الطريق وجود جسد يشبه الدمية ملقى في إحدى الحدائق .

وعندما اقتربت من الدمية ، وجدتها جثة مشوهة ومقسومة إلى نصفين ، وقد قام القاتل برسم ما يعرف بابتسامة جلاسكو ؛ وهي عبارة عن قطع الفم من الأذن للأذن ، بالإضافة إلى اكتشاف الشرطة لآثار قيود على اليدين ، والقدمين مما يشير إلى تعرض إليزابيث للتعذيب قبل قتلها .

وقام القاتل باستخراج أحشائها ووضعها أسفل الجثة ، وما أن انتقلت الشرطة إلى مكان الحادث ، حتى انتشر خبر مقتل إليزابيث في كافة أنحاء المدينة ، بسرعة البرق ، حيث سميت قضيتها بمقتل لداليا السوداء ؛ نظرًا لأنها كانت ذات شعر أسود متفحم وعينان زرقاوان نادرتان ، وكانت دائمًا ما تضع زهرة الداليا في شعرها .

من القاتل؟
بمجرد انتشار خبر مقتل إليزابيث ، بادر العديد من الأشخاص بالاعتراف على أقاربهم ، وبلغت الشكاوى والبلاغات الكيدية ذروتها ، وتم استجواب مئات الأشخاص في هذه القضية ، وجدير بالذكر ، أن محقوا الشرطة قد وجدوا أسماء لأربعة أطباء في الدفتر الخاص بإليزابيث .

وبناء على ذلك تم استجوابهم ، حيث كشفت تقارير الطب الشرعي بأن شق الجثة من المنتصف ، وتفريغ الدماء لا يمكن إلا أن يتم بواسطة طبيب محترف وماهر للغاية ، بالإضافة إلى أنه قد تمت عملية إزالة متميزة للرحم .

مما يعني أن القاتل كان يرغب في طمس الدليل ، بأن إليزابيث كانت حاملاً قبيل مقتلها ، ولكن تمت التحقيقات دون جدوى للأسف ، فلم يجد المحققون أية أدلة على المشتبه بهم ، تؤدي إلى إدانتهم في قضية مقتل الداليا السوداء .

وانتهت القضية بإعلان سبب الوفاة نظرًا لتعرض إليزابيث ، لكدمات وضربات متكررة على الرأس ، وفقدانها للدم بكميات كبيرة نتيجة ذبحها من الأذن للأذن ، بالإضافة إلى أن عملية القتل كانت قد تمت في منطقة أخرى ، غير التي عثر فيها على الجثة ؛ حيث تمت تصفيتها من الدماء تمامًا .

وأُغلقت القضية دون اتهام لأي شخص ، ولم تعثر الشرطة على القاتل أبدًا ، وتم دفن إليزابيث في إحدى المقابر بولاية كاليفورنيا .

"