"نشرت إحدى الدراسات الأمريكية عام 2010م ، جانبًا مهمًا ومثيرة بشأن اعلاناتها التجارية أوالترويجية في المجتمعات ، وما يرتبط بها من تأثيرات مختلفة على سلوك المجتمع ، حيث أشارت الدراسة إلى أن الإعلان لا يروج للمنتج فقط ، وإنما يروج أيضًا للشعور اللاحق باستخدام الشخص للمنتج ، من سعادة وارتياح نفسي وجسدي ، وغيرها ، على هيئة منزل مشرق أو طفل مبتسم وهادئ أو شعر مثل الحرير ، وللإعلان جذور وقصة لانتقاله من بلد لآخر وتطوره عبر الزمن.
وليام كاكستون وأول «بوستر» إعلاني : كان وليام كاكستون هو أول تاجر ومترجم انجليزي ، قام بعمل أول إعلان موثق على مستوى العالم ، من أجل الترويج لكتاب لديه وذلك إبان عام 1477م ، ولكن لا داع للقول أن بداية الإعلان تاريخيًاقد سبقت تلك الخطوة بأعوام عدة ، ولكنها ليست موثقة مثل تلك التي أعلنها كاكستون .
وتمثلت المحاولات السابقة في الترويج للبضائع والتسويق لها ، من خلال الإعلان بالملصقات على الجدران ، والأبواب ، وجدير بالذكر أنه منذ أكثر من سبعون عامًا ، تم عرض أول إعلان تليفزيوني بالولايات المتحدة الأمريكية ، في تمام الثانية ظهرًا قبيل مباراة بين فريقي للبيسبول .
حيث انطلق البث الحي للإعلان آنذاك على هيئة شاشة رمادية اللون وتظهر بها يد ترتدي ساعة ، وصوت المعلق يقول أمريكا تعمل بالتوقيت المحلي لبوليفيا ، حيث كانت المباراة بين فريقي بروكلين دودجرز وفيلادلفيا فيليز ، واستهدف الإعلان التسويق لشركة تصنيع الساعات الأولى بمدينة بوليفيا ، وكان ثمن إذاعة الإعلان وبثه وقتها ، تسعة دولارات في مقابل عشر ثوان على شاشة التليفزيون.
العرب سبقوا الغرب في الإعلانات : لا تجعل التواريخ القديمة تخدعك ، وتشعر بأن بداية ما عرف بالدعاية والإعلان قد انطلق من أمريكا وانجلترا فقط دون غيرهم ، ولكن بالقليل من البحث ستعرف أن العرب كان لهم مبادرات للإعلان والدعاية منذ العام الثاني من الهجرة ، حيث كان أول إعلان في التاريخ العربي عبارة عن بيت من الشعر ألفه الشاعر ربيعة بين عامر .
وكان قد نظمه ربيعة بناء على طلب أحد التجار الذي يعمل في مجال بيع الخمارات السوداء ، وأراد أن يجذب لها الزبائن ، فقال ربيعة آنذاك مروجًا لتلك البضاعة بيت الشعر الأشهر حتى الآن ؛ (قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد) ، حيث تم تسجيله كأول إعلان لمنتج في الوطن العربي بالتاريخ.
وبمرور الوقت وحدوث التطور التكنولوجي في الكثير من المناحي التقنية ، وتطور الإعلان أيضًا حتى صار الإعلان لناجح هو ما يبث الفكرة ويصل لهدفه في بضع ثوان ، ولا تتعد الثلاثين ثانية بالتحديد ، ولعل الولايات المتحدة الأمريكية تميزت في هذا الأمر كثيرًا حتى صارت أيقونة يحتذى بها في هذا المجال ، ولكن هل اليابان كانت مثلها؟
اليابان والإعلان : قد نتساءل عن بداية ظهور الإعلانات التي تسرد قصصًا ، وتفاصيل درامية أو فكاهية في بعض الأحيان ، وتكسر قاعدة الثلاثين ثانية في طرح الإعلان وفكرته وهدف المنتج ، فنجد أن اليابان صاحبة الفكر المختلف دائمًا هي أول من قام بهذا النوع من الإعلانات ، والتي تنأى عن المدة القصيرة وتعرض قصة مشوقة هدفها ، أن تعلق بذهن المشاهد بعيدًا عن المدة التي استغرقها الإعلان ذاته ، وقد يمتد الموضوع إلى سلسلة متتالية من الحلقات المتتابعة للإعلان ذاته ، كلما قامت الشركة المنتجة بتطوير منتجها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.