كان قارون اغنى رجل من قوم سيدنا موسى عليه السلام ، و اغنى رجل على وجه الارض في تلك الفتره من الزمن ، وقد بلغ من الغنى حدا جعله لا يعرف مقدار كنوزه ، او ثروته كانت الكنوز والاموال في كل مكان ، لقد كانت مفاتيح الغرف التي توضع الكنوز فيها تملا صندوقين كبيرين ، لا يستطيع حملها سوى اقوى الرجال ، ثمانية من اقوى الرجال واشدهم قوة وبأس لا يستطيعون حمل تلك المفاتيح التي تحوى كنوز وثروة قارون .
ومع ذلك كان قارون قاسي القلب لا يعطف على الفقراء والمساكين ولا يعطي لهم حقهم من زكاة الأموال بالرغم من كل تلك الأموال والكنوز ، فقد كانت من عاداته ان جاء الليل ، أن يفتح إحدى غرفة وينظر لكل تلك الجواهر والقطع النقدية المرصوصة على الارض امامه ، بنهم شديد يشرب الخمر في اكواب من ذهب ويجعل جنوده يرتدون خوذات من ذهب ولبس مرصع بالجواهر .
نصح قارون الناصحون كثيرا أن يتصدق ويعطى الفقراء والمساكين حقوقهم مما رزقه الله ن ولكنه رفض وقال بأنه حصل على كل تلك الاموال من تعبه وعمله لسنوات وليس لأحد فضل عليه كان يغيظ الناس ويهينهم ن فلقد كان قاسي القلب بشدة ز
وفي يوم خرج قارون في موكبه المكون من احصنه مرصعه بالجواهر وجنود يرتدون الخوذات والملابس من الذهب ، تبرق وتعكس أشعة الشمس وكان هو يرتدى افخر واغلى الثياب ، فرأه الناس في موكبه يلمع تحت اشعة الشمس فقالوا يا ليت لنا مثل ما اوتى قارون ، فأن قارون لذو حظ عظيم فلقد منحه الله الكثير من النعم والأموال الكثيرة .
فقال لهم الذين امنوا ويعرفون ما يفعله قارون من خطأ ، احمدوا الله ولا تغرنكم الدنيا فهي زائلة لم يستمع الناس للمؤمنين ولا لكلام العقل ، فاخذوا ينظرون إلى قارون وهم يتمنون ما عنده ، وهنا ظهرت المياة من اسفل قدم موكب قارون لتبتلع كل جنوده وموكبه ، وامتدت حتى قصرة وكنوزة لتبتلع المياه كل شيء ، فلم يتبقى الا يد قارون عاليه وهي تستغيث من الغرق ، حتى غرق كل شيء أمام عيون الناس .
شعر الجميع بالرهبه والخوف ففي ثانية واحده خسف الله الأرض بقارون ، وبجنوده جميعا وقصره ولم يبقى منه شيء فندم الذين قالوا يا ليت لنا ما اوتى قارون ، وحمدا الله عز وجل على نعمه وفضله ، فلقد ذهب قارون الى الجحيم هو وجنودة وامواله وقصره وكل كنوزه التي منع الفقراء منها ومنع الناس من الزكاه ، ولم يستمع لكلام الحق والعقل ، ولكنه اتبع طريق الشيطان واراد اغواء الناس ن وفتنتهم فكان جزاءة بأن خسف الله بيه الارض ن وجعل مكانه بحيرة كبيرة ، حتى يومنا هذا لتكن شاهد على كل انسان وعبرة لكل من يمنع حقوق الفقراء والمساكين ، ولتكن عبرة لكل متكبر يمشي في الارض مختالا فخورا ولا يحمد الله على نعمة وفضلة .
الكاتبة منى حارس