قصة قصرت في حق أمي

الكاتب: رامي -
قصة قصرت في حق أمي
كان جلال طفلاً وحيداً لان والدته أصيبت بمرض خطير ، تعذر عليها الإنجاب مرة أخرى ، وكان جلال دائمًا ما يشعر بالملل من وحدته ، فلم يكن لديه أخوات أو أصدقاء ، وبسبب تلك الحياة التي عاشها جلال منذ طفولته ، كبر وكان يعاني من مرض نفسي .

حتى أصبح جلال محباً للوحدة ، والمكوث في المنزل طوال الوقت ، ولم يعد يحب الاختلاط بالناس ، وظل جلال على تلك الحالة طوال المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية ، ولكن ما أن التحق بالجامعة ، بدأ جلال يختلط بالناس ، وبدأ يكون صداقات ، أثرت الحياة الجامعية إيجابياً على نفسيته ، ولكن ظل هناك شيئاً يعاني منه ، وهو إحساسه أنه غريباً عن باقي الشباب ، وعن حياتهم ومرت الأيام واستمرت حياة جلال على هذا الوضع.

جلال يعود لطبيعته:
تخرج جلال من الجامعة وحصل على وظيفة جيدة ، مما ساعدته على الخروج من عزلته ووحدته ، حتى صار جلال شخصاً طبيعياً تماماً ، ومرت السنوات وكانت الحالة الصحية لوالده تضعف يوماً بعد يوم ،  فأخبر والديه بأنهما يريدا أن يزوج ، وبدأت ، والدة جلال تبحث له عن زوجة مناسبة له ، حتى وجدت فتاة محترمة ومن أسرة أصيلة .

زواج جلال :
ذهب جلال مع أهله إلى منزل الفتاة ، للتقدم لخطبتها وكان لدى أهل الفتاة شرط ، وهو أن تعيش الفتاة مع زوجها في منزل ، منفصل عن منزل والديه وكان أهل جلال معارضون لتلك الفكرة ، لأنهم يريدون العيش بالقرب منه ، حاول جلال يقنع والدته أنه لن ينساهم ، أن حصل على سكن بعيداً عنهم وسيظل يتردد عليم ويزورهم ، وبعد محاولات كثيرة وافق أهل جلال ، بأن يكون له منزلاً مستقلاً ، وعاد أهل جلال لأسرة الفتاة لتحديد موعد الزواج .

تزوج جلال وكانت حياته سعيدة للغاية ، وكان أهل جلال فرحين بتلك الفتاة ، التي أدخلت السرور والبهجة إلى قلب ابنهم جلال ، وكان يتردد على زيارتهم مرة كل أسبوع ، واستمر الحال على ما هو عليه لمدة عام كامل .

جلال يقصر في حق والديه :
بدأ جلال يقصر في حق والديه ، ولم تكن الزيارات سوى في المناسبات ، وكانوا يتمنوا رؤيته لكن كان جلال يعتذر لهم لبعد المسافة بينهم ، وطول ساعات العمل وبعد مرور أربعة سنوات ، جاءه خبر وفاة والده ونزل الخبر مثل الصاعقة على جلال ، خاصة أن قبل وفاته طلب والده رؤيته ، ولكن لم يتمكن جلال من تلبية طلب والده .

مرضت والدة جلال وعجزت عن الحركة ، وكان جلال يود أن تعيش معه في المنزل ، ولكن زوجته لم توافق على هذا الاقتراح ، بحجة أنها مشغولة ولن تستطع العناية بها ، وعندما سمعت والدته هذا الكلام ، شعرت بالقهر الشديد وامتنعت عن الذهاب إلى منزله.

تعويض عن التقصير :
قرر جلال أن يعوض والدته عن التقصير الذى فعله في حق والده ، فأحضر خادمة لوالدته وقرر زيارتها باستمرار ، بل وكان يخصص يوم العطلة لتناول الطعام معها في إحدى المطاعم ، واستمر ذلك الوضع لمدة عام لكنه عاد يهمل والدته ، ويكتفى بالمكالمات الهاتفية للاطمئنان عليها .

وفى يوم من الأيام وبينما جلال كان نائماً ، جاءت مكالمة هاتفية له تخبره الخادمة ، بأن عليه أن يحضر لمنزل والدته أنزعج جلال ، وأسرع إلى منزل والدته حتى وجدها راكضة على الفراش ، بدون حركة فحملها وركض نحو المستشفى ، وهناك أخبره الطبيب بوفاة والدته .

ندم بعد فوات الأوان :
شعر جلال بالندم حيال والدته ، التي حملت به تسعة اشهر وعانت في تربيته حتى كبر ، وفى اليوم الثاني قام بدفن والدته ، وبعد مرور عام قرر جلال بيع منزل والده ووالدته ، وذهب جلال إلى منزل والديه ، ودخل غرفة والدته وبدأ يجمع ملابسها ، ويتطلع إلى عطرها ومصحفها ، وسجادة الصلاة الخاصة بها والتي عادت له ذكريات والدته ، ظل جلال يبكي بحرقة وتمنى لو كان الزمن يعود به ، لكان أكرم والده ووالدته أفضل اكرام ، واهتم بهم أبلغ اهتمام .

قصة عن أحداث واقعية .

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook