قصة واقعية عن تأخر الإنجاب

الكاتب: رامي -
قصة واقعية عن تأخر الإنجاب
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز في سورة الشورى ” لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ? يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُور ” صدق الله العظيم ، فمسألة الإنجاب في يد الله وحده ، وليس بمقدور أي إنسان حتى لو اجتمعت الإنس والجن معه أن ينجب طفلًا إلا بأمر من المولى عز وجل ، وبرغم كل التقدم الطبي الهائل الذي حدث مؤخرًا في مجال علاج العقم ، ولكن هناك حالات لا يفلح الطب في علاجها لأن الله سبحانه وتعالى لم يكتب لهم الإنجاب ، وهناك حالات أخرى يكون أصحابها قد استنفذوا كل الوسائل العلاجية الممكنة ولم يرزقوا بأي أطفال ، ولكن الله عز وجل يفاجئهم بعظيم كرمه فسبحان الخالق جل وعلى .

قصة منى مع تأخر الإنجاب :
كانت منى طفلة وحيدة لوالديها ، وقد أنجبتها والدتها بعد عشر سنوات من الزواج قضتها دون أن ترزق بأي أطفال ، وقد كانت ذهبت والدتها لعدد كبير من الأطباء وقد أخبروها أنه لا يوجد أي سبب طبي يؤثر على قدرتها الإنجابية ، لذلك امتنعت عن الذهاب للأطباء ولكنها لم تمتنع عن الدعاء ، والتضرع إلى الله ، وفي أحد الأيام كانت تقضي مجموعة من الوقت مع أصدقائها فقامت إحداهن بمعايرتها بأنها لا تستطيع الإنجاب ، في هذا اليوم غادرت أم منى المجموعة وهي لا تستطيع أن تتمالك نفسها وانخرطت في بكاء شديد ، وأثناء سيرها شعرت أن أبواب السماء مفتوحة فدعت الله أن يرزقها طفل تقر به عينها وعين وزوجها ، وكانت إرادة الله أن استجاب لها ورزقها بمنى بدون أن تذهب إلى الأطباء مرة أخرى ، ولكنها لم تنجب بعد ذلك أي أطفال .

ونشأت منى في كنف والديها اللذان وفر لها كل سبل الحياة الهانئة السعيدة فوالديها كانوا ميسوري الحال ، حتى كبرت وصارت شابة جميلة وتقدم لها الخطاب ، ولكن كانت والدتها تشعر بالقلق دائًمًا من أن تعاني ابنتها من نفس مشكلتها مع الإنجاب .

تمت خطبة منى لشاب مناسب وتزوجا وقد أقام لها عرسًا كبيرًا مشهودًا ، وسافرًا معًا للخارج لقضا شهر العسل وقضوا أيام سعيدة جدًا ، ثم بدأت المشكلة بمجرد عودتهما لمنزلهما ، حيث بدأت والدة زوجها التي كانت تقيم معهم في نفس المنزل في التساؤل عما إذا كانت منى حامل أم لا ؟ .

ولما تأخر الإنجاب عدة أشهر ألحت عليهم أن يذهبوا للطبيب لأنها تشك أن منى عاقرًا مثل والدتها التي أنجبت بصعوبة ، وبالفعل ذهبت منى للطبيب لتطمئن ، وقد أخبرها الطبيب أنها تعاني من تكيسات في المبايض وبمجرد إزالتها يمكن أن تنجب ، وبالفعل قام الطبيب بإزالتها ولكن لم يحدث الحمل .

فازداد إلحاح حماتها عليها وعلى زوجها وبدأت معاملتها مع منى تسوء بدون أي سبب ، مما دفعها للذهاب إلى أكثر من طبيب والسفر إلى أماكن بعيدة لزيارة أطباء مشهود لهم بالكفاءة ، وفي كل مرة يعطيها الطبيب أدوية ويطلب منها الانتظار ، ولكن حماتها كانت تنتهز أي فرصة لمعايرتها بأنها عاقر مثل والدتها ، ومما زاد الأمر أن أخو زوجها الصغير تزوج وأنجب ، فكانت كلما تحاول منى حمل ابن حموها تسارع حماتها لأخذه منها لأنها تخشي أن تحسد الطفل .

ازدادت الحالة النفسية لمنى سوء ، ولكن ما هون عليها الأمر هو أن زوجها كان راضِ بقضاء الله وكان يحب سارة ولا يريد أن يتخلى عنها أبدًا بالرغم من ن والدته كانت تضغط عليه باستمرار وتطلب منه أن يتزوج من سيدة أخرى ولكنه كان يرفض .

بعد مرور أربعة سنوات على زواج منى قررت أن تخضع لعملية حقن مجهري ، وبالفعل مرت بكل آلام تلك العملية لأنها كانت ترغب في إسعاد زوجها بطفل ، وقال الأطباء أن أمامهم ثلاثة محاولات لتخصيب البويضات وزرعها في الرحم ، وطوال كل تلك الفترة لم تتوقف منى أو والدتها عن الدعاء لله أن يرزقها بطفل ، وللأسف فشلت أول محاولة للإخصاب المجهري وفشلت الثانية أيضًا وتدهورت الحالة الصحية لمنى كثيرًا بسبب إجهاد هذه العمليات وبسبب أيضًا حالتها النفسية السيئة .

وقد طلب الأطباء من سارة أن تقوم بمحاولة الإخصاب المجهري للمرة الثالثة ، لكنها كانت مرهقة ومتعبة كثيرًا من العمليات والأدوية فقررت أن تنتظر وأنها لن تحاول إلا بعد أن تتحسن حالتها النفسية والبدنية ، وكان قدمر ست سنوات على زواجها ، وطوال الوقت كانت والدتها تدعو لها بأن يرزقها الله بالابن الصالح ليقر عينها وعين زوجها .

وفي أحد الأيام شعرت منى بتعب شديد ، فطلبت من زوجها أن تذهب لتقضي بعض الأيام في منزل والدتها لأنها متعبة تمامًا ولا تتحمل أن تسمع كلمات حماتها القاسية التي توجهها إليها في كل مرة تراها فيه ، وبالفعل ذهبت عند والدتها وفي البداية اعتقدت أن تعبها سببه هو حالتها النفسية ، ولكن والدتها أصرت على أن تأخذها للطبيب لعمل فحوصات شاملة للاطمئنان عليها .

وكان أول طلب يطلبه منها الطبيب أن تقوم بعمل اختبار حمل ، ولكنها ضحكت من طلب الطبيب فهي بالتأكيد ليست حامل ، واصطحبت الممرضة منى إلى غرفة مجاورة وأعطتها الاختبار وتركتها ، كانت سارة على وشك أن ترميه في القمامة ولكن والدتها قالت لها ما الضرر من عمله ، وكانت المفاجأة أن الاختبار إيجابي مما يعني أنها حامل ، ولكنها في البداية لم تصدق ، فطلبت من الممرضة أن تحضر لها اختبار أخر ، وكان إيجابي أيضًا .

بكت سارة ووالدتها كثيرًا وشكرت الطبيب الذي لم يكن يعرف في البداية حالتها ، وعندما اتصلت بزوجها لم يصدق ما سمع واتصل بوالدته على الفور ليبشرها ، ولكنها للأسف أخبرته أنها لا تصدق وأن زوجته ووالدتها بالتأكيد قاما بالادعاء بأنها حامل حتى لا تجعله يتزوج عليها . ذهبت منىمع زوجها إلى طبيب النساء وطلبت من حماتها أن تأتي معها للتأكد وبالفعل أخبرها أنها حامل ويجب أن تستريح لمدة طويلة ، فطلب منها أن تظل في منزل والدتها حتى ترعاها ، وبالفعل بعد عدة أشهر رزقت منى بولد جميل وقرر زوجها أن يسميه محمود مثل والده ، أما منى ووالدتها فقد صليا شكرًا لله الذي استجاب لدعواتهما من دون حول لهما ولا قوة .

شارك المقالة:
79 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook