كان هناك طالب بالمرحلة الابتدائية لا يجيد القراءة ولا الكتابة وبالتأكيد ولا المسائل الحسابية، غلبت والدته معه فكل ما تعلمه شيئا لا يكاد ينساه وقتها حتى أنها عزمت على عدم إجهاد نفسها معه مجددا، فقرر والده إلحاقه بمدرسة داخلية عُرفت بصرامة التعامل مع الطلاب وعدم التهاون معهم راجيا أن يستكمل صغيره دراسته بعد تغيير خطة دراسته بأكملها، دائما ما كان الأب يضع صغيره في مقارنة مع ابنه الأكبر الذي تميز دراسيا وكان دائما من المتفوقين والأوائل على صفه بأكمله.
بعدت عن الطفل أسرته تدريجيا شيئا فشيئا، ولاقى صعوبة وشدة في التعامل معه بالصف الدراسي من معلميه وقرنائه بالصف فاعتزل الجميع، ومن حسن حظ الطالب قدم مدرس للرسم جديد إلى المدرسة والذي لاحظ موهبته الفذة في الرسم ولكنه أيضا لاحظ تعثره بمذاكرة دروسه، فقرر مساعدته إذ علم أنه يعاني من مشكلة “عسر القراءة” بعدما راجع كل كراساته التي يحتفظ بها المدرسون بأدراج خاصة بهم، ذلك المدرس قرر مساعدة ذلك الطفل الذي لم يجد أحدا يساعده ويتفهم مشكلته ويبدأ بعونه في تجاوزها والتخلص منها؛ فقرر ذلك المدرس العطوف مساعدته وعمل على ذلك حيث أنه كان وهو صغيرا يعاني من نفس المشكلة ولكن بفضل والده استطاع التغلب عليها.
بمساعدة المدرس تمكن الطفل من تجاوز محنته، وتدخل المدرس في إرجاع المسافة بينه وبين أسرته وشرح لهم المشكلة التي كان يعاني منها صغيرهم، وقام بدعوتهم لحضور مسابقة الرسم التي أعدها، وقد كان هناك سببا وراء فكرة تلك المسابقة وهو أن يثبت مدى تفوق ذلك الطالب وموهبته بالرسم، واستطاع الطالب بالفعل أن يرسم لوحة في غاية الروعة والسحر خطفت جميع الأنظار، وبتلك اللوحة تفوق الطالب على الجميع بما فيهم مدرسه الذي كان في غاية السعادة لتمكنه من مساعدة طالب ذكره بحاله عند الصغر.
إن تلك النوعية من القصص كثيرة ومتعددة ولها جوانب عدة، وتتعدد أيضا أسبابها المؤدية لوجود صعوبات بالتعلم لدى بعض الأطفال، فمنهم من يعانون من مشاكل بنطق بعض الأحرف، ومنهم من يعانون عدم قدرتهم على التحدث والسمع “الصم والبكم”، وهناك نوع آخر من الأطفال وهؤلاء يعانون من عسر بالقراءة وهو مشكلة تتعلق بمشاكل بالكروموسوم السادس وهي خاصة بجينات الطفل، ويتوارثها من الآباء.
إن عُسر القراءة عبارة عن اضطراب تعلمي تتضح صورته بشكل مباشر أثناء الهجاء والقراءة، ويختلف كليا عن صعوبات التعلم الناجمة عن مشاكل الإبصار والسمع لدى المعانين، وعلى الرغم من أنه ناتج عن اختلال عصبي إلا أنه لا يعتبر إعاقة ذهنية إذ أن كل من يعانون منه تختلف مستويات ذكاءهم وتتدرج.
إن الأعراض التي تظهر على المصابين بعسر القراءة تنقسم
إلى ثلاثة مستويات:
الأطفال في سن ما قبل اللحاق بالمدرسة:
الأطفال في سن اللحاق بالمدرسة “اللحاق المبكر”:
الأطفال في سن متأخر في اللحاق بالمدارس “طلاب المدارس الابتدائية”: