ألا قٌل لموسَى الخَيرِ موسى بن صالحٍ


ومن هوَ دونَ الخَلقِ إلفي وخُلصاني


ومن لو سألتُ الناسَ عنهُ لأجمعوا


على أنَّهُ أفتَى معدٍّ وقحطانِ


لَعَمري لئن كانَ الأميرُ تمنّاني


بمجلسٍ لذّاتٍ ونُزهَةٍ بُستانِ


لقد زادَني ما كانَ منه صبابةً


وجدِّدَ لي شوقاً إليه وأبكانِي


وما كانَ مُمنَاً عَليَّ يخصُّني


لما لستُ أحصي من أيادٍ وإحسانِ


هو السيِّدُ القرمُ الذي لا يُرى لهُ


من الناس إن خصَّلتهُ أبداً ثاني


نمتهُ روابي مصعبٍ وبنى لهُ


كريمُ المساعي في أرُومتِهِ باني


يعزُّ عليَّ أن تفوزُوا بقُربه


ولستُ إليهِ بالقريب ولا الداني


فيا ليتُ شِعري هل أروحنَّ مرةً


إليه فيلقاني كما كانَ يلقاني


وهل أرَين يوماً غضارةَ مُلكِهِ


وسلطانِهِ لا زالَ فى عزِّ سلطانِ


وهل أسمَعن ذاك المزاحَ الذي بهِ


إذا جئتُهُ سَلَّيتُ همي وأحزاني


إذا قالَ لي يامردَمَي خر وكرَّها


عليّ وكنّاني مِزاحاً بصفوانِ


فيالكَ من ملهىً أنيقٍ ومجلسٍ


كريمٍ ومن مَزحٍ كثيرٍ بألوانِ


وهل يغمزَن بي ذو الهنات ابنُ راشد


وذاكَ الكريمُ الجدِّ من آلَ حرَّانِ


وهل أرينَ موسى الكريمَ ابنَ صالحٍ


ينازِعُني صوتاً إذا هُوَ غنّاني


إذا صاحَ بالتَّجميرِ ثم أعادَهُ


بتحقيقِ أعرابٍ صَحيحٍ وتبيانِ


أولئِكَ إخواني الذينَ أحبُّهُم


وأوثرهُم بالودِّ من بين إخواني


وما منهمُ إلا كريمٌ مهذبٌ


حَبيبٌ إلى إخوانِهِ غيرُ إخوانِ