قصيدة الله يَنُصرُ راَية المسْتنصِر الشاعر المؤيد في الدين

الكاتب: المدير -
قصيدة الله يَنُصرُ راَية المسْتنصِر الشاعر المؤيد في الدين
الله يَنُصرُ راَية المسْتنصِر


بالله مولاَنا الإماِم الأطهَر


ويُتمُّ نورَ أبي تميم جَاِلياً


بِسَناهُ أغساقَ الظَلام الأَكدَر


وَيُديمُ دَوْلتَه ويَجْبرُ كسْرَنا


في الظاهر الغصن الرَّطيب الأَخضر


السَّيدِ الَمولىَ الموارَى في الثَّرى


غَضُّ الشباب بنور وجهٍ أقْمَرِ


غصنٌ مِنَ القَلم الُمِمدِّ وصِنْوه


ومن النَّبي الأبَطحى وَحيْدَر


غصنٌ أصول المَجْد في أوراقِه


والخلق قطرٌ منه في المثْعَنجَر


عافَ الِحصار الضَّيِّق الَحِرجَ الذي


زُحلٌ يَلي تَدبِيَرهُ المشتَري


وسَمَا إلى العليا مِنَ الأَفق الذي


هُوَ نجْلها وشَبيهُها في الجوْهَر


قد كان مَحْمولا فأصَبحَ حاملا


ومؤثِّرا في جِرْم كل مُؤَثَّر


لكن تحَرقَّت القلوب لفَقدِه


وتَخَرَّقتْ شجوا ثيابُ تصبُّري


وتصاعدَت نحوَ الجفُون دِماؤنا


فهَمَتْ بِفرط تنزلٍ وتحدُّر


صَّلى الإلهُ عَلى مُقدَّس رُوحِه


أبداً وجِسم في ثَراهُ مطهَّر


وأعاشَ مَولانا مَعَداً خَاِلداً


حتَّى يوَرَّث عَمرَ كلِّ مُعَمَّر


أهلا بِطيبِ زمانِ مولانا الذي


واَفي بوجهٍ بالسَّعادة مُسْفر


زَمنٌ يَبشِّرنا بِخَير مُقْبِل


تَترَي وشرٍّ لا مَحَالة مُدْبِر


أمعدُّ عُدَّةُ عبدِه وعِمَاده


وعتادِه والمرْتجَى للمحْشر


أشْبهْتَ عِيسَى في الذي أوتيتَه


طِفْلا مِنَ النُّعْما ولمَّا تُقصر


إنْ أثمرَ الِجذْعُ اليَبيسُ بِفَضلهِ


رُطَباً فأحرى به المسيح وأجْدَر


فَكَمثلهِ الدنيا تُنيلكَ مُلكها


ثمَراً فلا تَعجَل فَدَيتُك واصبر


لله شأنٌ فيك جدّ مُعَظَّم


قامت بهِ الأعلامُ للمُتدَبر


أن يُنْجِزَ الرحمنُ صادقَ وعدِه


بكَ للنبي أبيك خَيْر مُبَشر


أنت الذي يَعْنو الزَّمانُ لِبأسه


صِغَراً فتُلبسه لِباس مُسَخَّر


فتجذ دابرَ كل غِرِّ كاِشح


بمهند ماضي الغِرارِ وأسْمَر


وتخوض أوْدية الدماء خُيولهُ


بِجَيادها من أدُهم أو أشْقُر


وتؤم ما بين الدُّجَيْلِ ودجلة


للفتك بالدجال ذاك الأعْوَر


حتى تُوشَّحَ أرْضَه من نَحْره


وبنى الزناء معاً بِثَوْبِ أحمَر


وتُريح من ذِكر اللعين ورجْسِه


محرابَ مَسْجِدنا وعُودَ المْنبَر


وتزيل لبْسِ الشافعي ومالكٍ


ببيان زينِ العابدين وجَعْفَر


وقياسَ قيَّاسٍ غَدَي مُتَبَرِّجًا


بالاعِتزْال وترهات الُمجْبِر


يابن النبي المصطفى وَوَصيِّه


وبَتولهِ وابن الصَّفَا والمشْعَر


إنَّ لذي بكَ أرْجفَ الأرجافَ عن


كُفْر وعن إملاء صَدْر موغَر


هو أبترٌ حقاً كنَي عنْه بذا


ربُّ العُلَى سُحْقا لشأن الأبتر


هو أبترٌ حقاً وإنك كوثر


نسلا وأشرفُ نسلِ سَاقي الكوثر


برهانُ علمِك فوقَ بُرْهانُ العَصا


في كلِّ حين غالبٌ لمسَحّر


ومفجرٌ ماء الحياة ولم يكن


من وقعِها الحيوان بالُمتَفَجِّر


وعيانُ عَقلٍ لا حديثُ خُرافةٍ


يُرْوي وليس مشاهد كاَلمْخَبر


لوْ كانَت الأشجارُ أقلاما وفي


إحدَى بَنَاني فَضلُ كلِّ مُسَطّر


والبَحْرُ في مَدْحي عُلاكُ يمُدُّه


من بعدِ هذا البَحر سبْعة أبحُر


فاقتْ مَمَادِحُه مَديحي كله


فَوَقفتُ وْقفة قَاِصرٍ ومقصَّر


صلى عليك الله ما كشَفَ لدُّجَى


عن وجهه ضوءُ الصباح الأزْهَر


إني ابن موسى عبدك القنُّ الذي


بك في الأنام أجُرُّ ذيْلَ تَبَختُر


العلم سَيْفي والرَّشاد مَطِيَّتي


والسِّتْر دِرْعي والأمانة مِغفَري


أنا آدمي في الرُّواءِ حَقيقتي


مَلَكٌ تَعيَّن ذاك للمُسَتبصِر


جسمي حَمُولٌ للنوائب كلِّها


لكن لي في الجسم قلبَ غَضَنفَر


ما راعني من صَائلٍ صولٌ ولا


ضَعُفتْ قوي جَلَدي لبأس مُسيطر


يَعْمي عُدَاة بني علىٍّ مَنْظَري


ويصمهم في كل صُقْع مَخْبري


فَلقَدْ تَطيَّر بي النَّواصبُ كلُّهم


أنَّي أقمتُ وسِرتُ أيَّ تَطَيرُّ


فَتَخالُني إما مررَتُ بمْعشَر


مِنْ بَغِضهم لي حَتْفَ ذاك المعشر


قد طاب لي في الله أنْ أوذَي وأن


أجْفَي فما أنا بالأذى بِمُفَكرِّ
شارك المقالة:
17 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook