قصيدة سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها الشاعر عبد الملك الحارثي

الكاتب: المدير -
قصيدة سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها الشاعر عبد الملك الحارثي
سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها


مُجَرَّدَةً تُضحي إِلَيكِ وَتَخصُرُ


وَأَخلَيتِها مِن مُخِّها فَكَأَنَّها


قَواريرَ في أَجوافِها الريحُ تَصفُرُ


إِذا سَمِعَت بِاِسمِ الفراقِ تَقَعقَعَت


مَفاصِلُها مِن هَولِ ما تَتَنَظَّرُ


خُذي بِيَدي ثُمَّ اِرفَعي الثَوبَ فَاِنظُري


بِيَ الضُرَّ إِلّا أَنَّني أَتَسَتَّرُ


فَما حيلَتي إِن لَم تَكُن لَك رَحمَةٌ


عَلَيَّ وَلا لي عَنكِ صَبرٌ فَأَصبِرُ


فَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ فيما أَظُنُّهُ


رِضاكِ وَلَكِنّي مُحِبٌّ مُكَفَّرُ


نَظَرتُ كَأَنّي مِن وراءِ زُجاجَةٍ


إِلى الدارِ مِن ماءِ الصَبابَةِ أَنظُرُ


فَعَينايَ طَوراً تَغرَقانِ مِنَ البُكا


فأَعشى وَطوراً تحسرانِ فَأُبصِرُ


فَلا مُقلَتي مِن غامِرِ الماءِ تَنجَلي


وَلا دَمعَتي مِن شِدَّةِ الوَجدِ تَقطُرُ


وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ دَمعها


وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ
شارك المقالة:
20 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook