قصيدة من آنسَتهُ البلادُ لم يرم الشاعر عبد الله بن أبي عيينة

الكاتب: المدير -
قصيدة من آنسَتهُ البلادُ لم يرم الشاعر عبد الله بن أبي عيينة
من آنسَتهُ البلادُ لم يرم


منها ومن أوحشَتهُ لم يقمِ


ومَن يَبِت والهمومُ قادِحَةٌ


في صدرهِ بالزنادِ لم ينَمِ


ومن يرَ النقصَ في مواطِئِهِ


يُزِل عن النقصِ موطىء القدَمِ


والقُربُ ممّن نأى بجانِبِهِ


صدعٌ على الشعبِ غيرُ ملتَئِمِ


ورُبَّ أمرٍ يعيا اللبيبُ بهِ


يَظَلُّ منهُ في حيرَةِ الظُلَمِ


صبرٌ علَيهِ كظمٌ على مضَضٍ


وتركهُ من مواقعِ الندَمِ


يا ذا اليمينين لم أزركَ ولَم


آتِكَ من خلَّةٍ ولا عدَمِ


إنّي منَ اللَهِ في مراحِ غنىً


ومُنتَدىً واسعٍ وفي نعَمِ


زارَتكَ بي همَّةٌ منازِعَةٌ


إلى العُلى من كرائمِ الهمَمِ


وإنّني للجميلِ محتمِلٌ


في القدرِ من منصبي ومن شيَمي


وقد تعلّقتُ منكَ بالذمَمِ ال


كُبرى التي لا تخيبُ في الذمَمِ


فإِن أنَل بغيَتي فأنتَ لها


في الحقِّ حقِّ الإخاءِ والرحمِ


وإن يعُق عائِقٌ فلَستَ على


جميلِ رأيٍ عندي بمُتَّهَمِ


في قدَرِ اللَهِ ما أحَمِّلُهُ


تعويقَ أمري في اللوحِ والقَلَمِ


لم تَضِقِ السبلُ والفجاجُ على


حرٍّ كريمٍ بالصبرِ معتصمِ


ماضٍ كحَدِّ السنانِ في طرَفِ ال


عاملِ أو حدِّ مرهَفٍ خذِمِ


إذا ابتلاهُ الزمانُ كشّفَهُ


عن ثوبِ حرّيَّةٍ وعن كرَمِ


ما ساءَ ظنّي إلّا لواحِدَةٍ


في الصدرِ محصورةٍ عنِ الكلمِ


يهينُ قوماً جزتَ المدى بهِمُ


ولم تقصِّر فيهم ولم تلمِ


وليسَ كلُّ الدلاءِ راجعَةً


بالنصفِ من ملئِها إلى الوَذَمِ


ترجِعُ بالحمأَةِ القليلَةِ أح


ياناً ورتق الصبابَةِ الأممِ


ما تنبِتُ الأرضُ كلّ زهرَتِها


ولا تَعُمُّ السماءُ بالديمِ


ما فيّ نقصٌ عن كلّ منزلَةٍ


شريفَةٍ والأمورُ بالقِسَمِ
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook