تُعرَف قناة استاكيوس (بالإنجليزيّة: Eustachian Tube)، أو القناة السمعيّة بذلك الجزء الواصل بين الأذن والبلعوم الأنفي (بالإنجليزيّة: Nasopharynx) الذي يتكوَّن من خلف الأنف وأعلى الحلق، وتُؤدِّي هذه القناة العديد من الوظائف التي سيتمّ ذكرها لاحقاً، وعلى رأسها التحكُّم بالضغط داخل الأذن الوسطى (بالإنجليزيّة: Middle Ear)، ليتعادل مع ضغط الهواء خارج جسم الإنسان، وتكون قناة استاكيوس مغلقة في الغالب، وتُفتَح فقط أثناء ممارسة بعض الأنشطة، كالمضغ، والبلع، والتثاؤب بهدف السماح للهواء بالعبور داخل الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، لهذا السبب يُنصَح دائماً بممارسة هذه الحركات لفتح القناة، وتعديل الضغط فيها في حال تغيُّر الضغط الجوِّي في السفر جوّاً مثلاً.
يبلغ طول قناة استاكيوس عند البالغين 3.5 سم تقريباً، ويبلغ قُطرها بضعة ملليمترات، وتُعَدُّ وظيفة قناة استاكيوس الأساسيّة كما ذكر سابقاً هي تهوية حُجرة الأذن الوسطى لضمان بقاء الضغط داخل الجسم في مستوى قريب من ضغط الهواء خارجه، إلا أنَّ وظيفتها الثانويّة تكمن في قدرة القناة على تسريب عوالق الإفرازات والعدوى من الأذن الوسطى، حيث توجد العديد من العضلات الصغيرة الواقعة خلف الحلق وسقف الفم (بالإنجليزيّة: Palate)، وتتحكَّم بفتح وإغلاق قناة استاكيوس، ولولا هذه القناة لكانت الأذن الوسطى عبارة عن حُجرة هواء معزولة داخل الرأس مُعرَّضة للكثير من التقلُّبات في ضغط الهواء، ممَّا كان سيُؤدِّي إلى حدوث خلل في وظائف الأذن الوسطى، وتُساعد كذلك قناة استاكيوس على حماية الأذن الوسطى من إفرازات البلعوم الأنفي، وهي كذلك تحمي الأذن الوسطى من الأصوات العالية الفُجائيّة عبر خمدها وخفتها قبل وصولها للداخل؛ وذلك لأنَّ القناة تكون مُغلقة في وضعيّة الاستراحة.
يُمكن تفصيل قناة استاكيوس من ناحية التشريح على النحو الآتي:
يصل الدم إلى قناة استاكيوس عبر العديد من الشرايين القادمة من الشريان السُّباتي الظاهر (بالإنجليزيّة: External Carotid Artery)، ومنها:
تتَّصل ستُّ عضلات بقناة استاكيوس، وتلعب جميعها دوراً حيويّاً في وظائف القناة، وهي:
تُغذَّى العضلات المتَّصلة بقناة استاكيوس من أعصاب حركيّة صادرة عن الظفيرة البلعوميّة (بالإنجليزيّة: Pharyngeal Plexus) للعصب المُبهم (بالإنجليزيّة: Vagus Nerve)، بالإضافة إلى فرع الفكِّ السفلي من العصب ثُلاثي التوائم (بالإنجليزيّة: Mandibular branch of Trigeminal Nerve)، بينما تأتي تغذية الأعصاب الحسِّية بالكامل من فروع العصب ثُلاثي التوائم.
يُقصَد بتعطُّل قناة استاكيوس (بالإنجليزيّة: Eustachian Canal Dysfunction) انسدادها نتيجة عدد من العوامل، كالالتهاب، وتجمُّع السوائل في الأذن، أو التعرض لمحفزات الحساسية المختلفة، وتُحفِّز عدوى الجيوب (بالإنجليزيّة: Sinus Infections) تعطُّل قناة استاكيوس كذلك؛ حيث تُسبِّب التهاب القناة، وامتلاءها بالمُخاط، ومن الشائع أن يُعاني كافَّة الناس من أعراض تعطُّل قناة استاكيوس، إلا أنَّ البعض يكونون أكثر عُرضة من غيرهم؛ فالمُدخِّنون مثلاً يُصابون بهذه الحالة المرضيّة أكثر لأنَّ التدخين يُدمِّر الشُّعيرات الدقيقة في الأذن الوسطى والحلق، وتُعَدُّ السُّمنة أيضاً من عوامل خطر الإصابة، فتتراكم الدُّهون حول قنوات استاكيوس، وتجعلها أكثر عُرضة للانسداد، ويُمكن القول كذلك أنَّ بعض الهوايات والأنشطة المُتعلِّقة بتغيُّر الضغط الجوِّي، كالتزلُّج على الجليد، وتسلُّق الجبال تُعطِّل عمل القناة، وتتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة من شخص إلى آخر، وتتضمن ما يأتي:
يُعالَج تعطُّل قناة استاكيوس بالخيارات الآتية:
يُعَدُّ اتِّساع قناة استاكيوس (بالإنجليزيّة: Patulous Eustachian Tube) من الحالات المرضيّة الحميدة والنادرة، إلا أنَّها ذات أعراض مُزعجة، حيث تبقى القناة مفتوحة معظم الوقت على خلاف الوضع الطبيعي، ويُعاني المُصابون من تردُّد في صدى الصوت يُؤثِّر في قدرتهم على الحديث، والإحساس بالصوت ذاتيّاً، فيسمعون أصواتهم من الداخل أثناء الحديث أو التنفُّس، ويشعرون بالامتلاء في الأذن، وأصوات مُشابهة للموجات، وقد يُصابون بالدُّوار، وفُقدان السمع في الحالات الشديدة، ولا يُعرَف المُسبِّب لاتِّساع قناة استاكيوس في غالب الحالات، إلا أنَّ هناك عدداً من العوامل يُعتقَد أنَّها تزيد من خطر الإصابة به، ومنها: