الحب هو سر السعادة في هذا الكون، وما أجمل وجود المحبين معاً، والشوق تلك النار اللذيذة التي تكوي المحبين عندما يبتعدوا عن بعضهم البعض .
قصيدة بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ للشاعر الخُبز أَرزي، اسمه نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم، وهو من شعراء العصر العباسي، وقد اشتهر بشعر الغزل وذاعت شهرته به وقد كان أميا، وقد عمل الشاعر الخُبز أَرزي بخبز خبز الأرز بمربد وهو يعمل وينشد أشعار الغزل والناس يزدحمون عليه.
بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ
أصون نفسيَ عن لعب الوشاة بها
إني تعاطيتُ صبراً تحته حرجٌ
لولا الحفاظ ولولا العهد لم ترني
لأستعيننَّ بالكتمان منتظراً
تطلُّعُ الموت في روحي وفي بدني
كانوا يخوضون في لومي فساعدني
عابوه عندي قديماً وهو يهجرني
أحيد عنهم لإشفاقي فأُوهمهم
تحمُّلي عُدَّةٌ لي في الهوى فإذا
هذا وصالٌ وهذا دونه طمعٌ
فيا لها نعمةً ذقتُ الشقاءَ بها
القرب أفتن للمُبلى من البعدِ
أرى المنى وأراني كيف أُحرَمُها
ما غاب عنّيَ بل غاب السرورُ به
أبكي لشجوي ولا أبكي لمنزِلِه
أثني الرجاء على الصبر الجميل ولا
قصيدة أغالب فيك الشوق والشوق أغلب للشاعر المتنبي، اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب، ويُعدّ المتنبي من أهم شعراء العصر العباسي وهو شاعر حكيم له أمثال متداولة على ألسن الناس ولديه بلاغة وفصاحة مدهشة، وقد ولد المتنبي بالكوفة عام 303 هجري في بلدة يطلق عليها كندة وإليها نسبته، وقد ترعرع بالشام وبعدها انتقل للبادية ليأخد من أهلها الفصاحة والحكمة وقد توفي عام 354 هجرياً.
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ وَسُمْرُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلْكِ مُرْضَعاً
وَكنتَ لَهُ لَيْثَ العَرِينِ لشِبْلِهِ
لَقِيتَ القَنَا عَنْهُ بنَفْسٍ كريمَةٍ
وَقد يترُكُ النّفسَ التي لا تَهابُهُ
وَمَا عَدِمَ اللاقُوكَ بَأساً وَشِدّةً
ثنَاهم وَبَرْقُ البِيضِ في البَيض صَادقٌ
الرسالة الأولى:
لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك؟
لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك؟..
لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنت هناك؟..
الرسالة الثانية:
الشوق هو الدليل الأوضح على الحُب..
فإن كنت تريد أن تختبر حبيبك فقط دعه يشتاق..
ابتعد عنه جرب هذا الشعور..
حينما تعود إليه وفي عينيك يلمع بريق النصر ..
الرسالة الثالثة:
يقتلني الشوق والحنين..
يمزّقني البعد والفراق..
أحنّ إلى الأمس البعيد..
أحن إلى الماضي الذي لن يعود..
أشتاق لكلمة منه لنظرة أو ابتسامة..
ولكن الزمن يحرمني حلاوة اللقيا ونداوة رؤياه..
الخاطرة الأولى:
حينما نشتاق نتمنّى أن تنقلب وجوه الناس كلهم وجهاً واحداً .. لا يألفه غيرك .. لا يشعر به إلا وجدانك .. إنّه وجه ذلك الإنسان الذي سبّب لك هذا الشعور اللامألوف في نفسك .. فقط.
الخاطرة الثانية:
وردتي .. ليتك تعلمين كم عانيت بعد فراقك .. كم تجرّعت لوعة الحنين إلى همساتك .. كم عانقت الشوق في غيابك وزرعت أمل لقائك بعد رحيلك لم أعد أشعر بما حولي .. جعلت الصمت مجدافي .. ذكريات الماضي تعصرني وتجعلني أتعثر في مسافاتي .. ترتمي أفراحي حزينة في أحضان الشوق .. تنطفي أنوار آمالي في ظلام اليأس .. وتغرق عبراتي في دموع الآهات، فتنمو جذور الألم وتنبت في طرقاتي .. وردتي يا من أودعت قلبي في أحضانها .. دعيني أحفر اسمك في عروقي وأجعلك جزءاً من أنفاسي وأرسم فوق دموعي حبك.