تُعرَّف بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium) على أنّها الطبقة الداخلية من الرحم (بالإنجليزية: Uterus) الذي يوجد أسفل البطن وهو أحد أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي، ويُعدّ المكان الذي تُخصَّب فيه البويضة وينمو فيه الجنين، وفي الحقيقة تُعتبر بطانة الرحم الأكثر نشاطًا على مستوى الطبقات المكونة للرحم فهي تستجيب للتغيّرات الهرمونية المبيضية الدوريّة؛ كما أنّ لها دورٌ أساسيّ وشديد الاختصاصية فيما يتعلّق بالحيض والإنجاب، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بطانة الرحم تتكون هيكليًّا من طبقتين، يمكن بيانهما كما يأتي:
الطبقة القاعدية: تُمثّل الطبقة القاعدية (بالإنجليزية: The Stratum basale) النسيج الأكثر عمقًا من بطانة الرحم، حيث تكون مجاورة لعضل الرحم، بالإضافة إلى أنها تُعدّ الطبقة الثابتة من بطانة الرحم التي لا تخضع لأي تغييرات في بُنيتها خلال دورة الرحم، وتكمن وظيفتها في تعويض الأنسجة التي تفقدها بطانة الرحم أثناء الحيض.
تتعدّد أنواع أمراض بطانة الرحم التي يمكن أن تصاب بها المرأة، ويمكن بيان كلّ منها بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:
يتمثّل الانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis) بنموّ وتراكم أنسجة بطانة الرحم التي تتكوّن من غدة، وخلايا دم، وأنسجة ضامّة في مكان آخر غير الرحم، حيث تنمو في أي مكان في الجسم ولكن عادةً ما يحدث ذلك في منطقة الحوض؛ إذ إنّه في الوضع الطبيعي تنمو هذه الأنسجة داخل الرحم لتهيئة بطانة الرحم لعملية الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، ومن ثمّ تخرج خارج جسم المرأة خلال فترة الحيض، إلّا أنّها لا تفعل ذلك في حال الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، ويمكن أن تؤثر على كل من: المبايض، قنوات فالوب، الصفاق، والغدد اللمفاوية، ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة العلوم التناسلية (بالإنجليزية: Reproductive Sciences) عام 2013 م فإنّ الانتباذ البطاني الرحمي يؤثّر على ما نسبته 6-10% من النساء في عمر الإنجاب حول العالم.
تجدر الإشارة إلى إمكانية اختلاف أعراض الانتباذ البطاني الرحمي من امرأة إلى أخرى، وفي الواقع لا تعاني بعض النساء من ظهور هذه الأعراض على الإطلاق، كما أنّ مقدار الألم لا يرتبط بالضرورة مع شدّة الانتباذ؛ فقد لا تُعاني المُصابة من ظهور أي أعراض حتى وإن كان الانتباذ شديدًا في حين قد تُعاني من آلام شديدة في حال كان الانتباذ خفيفًا، ويمكن بيان الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد تظهر في حال الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي فيما يأتي:
في الواقع إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الانتباذ البطني الرحمي غير معروف، ولكن يمكن بيان الأسباب المحتملة لحدوثه كما يأتي:[٤]
تضخّم بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Hyperplasia) هو تكاثر غير طبيعي لغدد ولُحمة بطانة الرحم تزيد سماكته عن 10 ملليمترات، ويُعدّ التحوّل الخبيث المحتمل لتضخم بطانة الرحم إلى سرطان بطانة الرحم أحد أبرز المخاوف المتعلّقة به، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تضخم بطانة الرحم قد يصيب النساء من جميع الأعمار، ويمكن تصنيفه إلى شكلين؛ هما:
تتعدّد الأعراض التي قد تظهر على المرأة نتيجة الإصابة بتضخّم بطانة الرحم، ويمكن بيانها فيما يأتي:
قد يحدث تضخّم بطانة الرحم نتيجة لارتفاع مستوى هرمون الإستروجين أو انخفاض مستوى البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) دون الحد الكافي؛ حيث يلعب هذان الهرمونان دورًا مهمًّا في دورة الحيض؛ وإنّ أي خلل في هذا التوازن الهرموني قد يؤدي إلى خلل في عدد أو نوع الخلايا، وفي الواقع تحدث تغييرات بطانة الرحم أثناء دورة الحيض استجابة لتغيّر مستوى كلا هذين الهرمونين؛ فخلال الفترة الأولى من الدورة تنتج المبايض هرمون الإستروجين، الذي يسبّب نمو وزيادة سمك بطانة الرحم لتهيئة الرحم للحمل، وفي الفترة الوسطية من الدورة يُطلق أحد المبيضين بويضة واحدة بعملية تُعرف بالإباضة، ويتبع ذلك بدء ارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون الذي بدوره يُهيّئ بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة وتغذيتها، وفي حال عدم حدوث حمل ينخفض مستوى هذين الهرمونين، حيث يحفّز انخفاض مستوى هرمون البروجسترون حدوث الحيض أو ذرف بطانة الرحم، لتبدأ دورة حيض جديدة في الوقت الذي ينتهي به ذرف البطانة، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بتضخّم بطانة الرحم، نذكر منها ما يأتي:
يُعدّ سرطان الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Cancer) أكثر أنواع السرطانات التي تصيب الأعضاء التناسلية للإناث شيوعًا، وهو سرطان يصيب بطانة الرحم، ويمكن تقسيمه إلى نوعين؛ يتواجد النوع الأول داخل الرحم، ويتميّز ببطء نموه ويعتبر الأكثر شيوعًا من النوع الثاني؛ الذي ينمو بصورة سريعة ويميل إلى الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، ووفقًا لدراسة نشرتها عيادات التوليد وأمراض النساء في أمريكا الشمالية (بالإنجليزية: Obstetrics and Gynecology Clinics of North America) سنة 2013 فإنَّ سرطان بطانة الرحم يحتلّ المركز الرابع لأكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى النساء؛ حيث يُقدر عدد النساء اللاتي تم تشخيصهنّ بالإصابة به بنحو 46470 حالة خلال سنة 2011
تتعدّد الأعراض التي قد تظهر على المرأة في حال الإصابة بسرطان الرحم، وتختلف هذه الأعراض باختلاف وقت الإصابة؛ سواء كانت قبل مرحلة انقطاع الطمث أو خلالها، أو في المراحل المتقدمة من الإصابة به، ولكن بشكل عام يعد النزيف المهبلي هو العرض الأكثر شيوعًا، كما قد تتضمّن الأعراض اضطراب الدورة الشهرية؛ من حيث الغزارة وطول فترتها، والفترة بين الدورة الشهرية والأخرى، والإفرازات المهبلية، والشعور بألم عند ممارسة العلاقة الجنسية، وفقدان الوزن غير المبرّر وغير ذلك.
في الواقع ما زالت أسباب الإصابة بسرطان الرحم غير معروفة لغاية الآن، ولكن يوجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة به، وتجدر الإشارة إلى أنّ وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة المؤكّدة بالمرض، كما أنّ غياب هذه العوامل لا يعني عدم المعاناة من المرض، كما أنّه لا يمكن معرفة السبب الكامن وراء حدوث السرطان في حال وجود أكثر من عامل خطر في آنٍ واحد، ويمكن بيان عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرحم كما يأتي:
تُعدّ متلازمة أشرمان (بالإنجليزية: Asherman's Syndrome) حالة مرضيّة نادرة الحدوث تتمثّل بوجود التصاقات داخل الرحم تحدث ناتجة عن تضرر الطبقة القاعدية لبطانة الرحم بسبب استعمال مجموعة من الأدوات داخل الرحم أو نتيجة الإصابة بعدوى، ممّا ينتج عنهما تصلب بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Sclerosis) وتُشكّل الالتصاقات وبالتالي حدوث انسداد جزئي أو كلي لتجويف الرحم، وفي الواقع يصعب معرفة مدى تكرار حدوثها عند النساء لصعوبة تشخيصها من خلال الفحوصات الروتينية أو الاجراءات التشخيصية مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية، كما قد تصاب بعض النساء؛ وخاصةً اللاتي لا يحاولن الإنجاب، بمتلازمة أشرمان دون علمهنَّ أو دون تشخيص المتلازمة؛ وذلك لعدم قدرتهنّ على تمييز الأعراض أو حتى عدم اكتراثهنّ بها.
في الواقع قد لا تعاني جميع النساء المصابات من ظهور الأعراض في حال الإصابة بمتلازمة أشرمان، وقد تحظى بعض النساء بدورة شهرية طبيعية على الرغم من الإصابة، في حين قد تظهر الأعراض على بعض النساء المصابات والتي قد تتضمّن ما يأتي:
تتعدّد الأسباب المحتملة الكامنة وراء حدوث متلازمة أشرمان، ويمكن بيانها كما يأتي:
تُعرَّف سلائل بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Polyps) على أنَّها نمو حميد داخل التجويف الرحمي ينشأ من بطانة الرحم نفسها، وعادةً ما يتواجد في الجزء العلوي من الرحم، ومن الجدير بالذكر أنَّ سلائل بطانة الرحم تختلف في حجمها؛ حيث تتراوح ما بين بضعة ملليمترات إلى بضعة سنتيمترات، كما قد تتواجد بشكل فردي أو متعدد.
قد لا تعاني المصابة من ظهور أي أعراض في حال وجود سلائل بطانة الرحم؛ وفي هذه الحالة يمكن اكتشاف المعاناة من هذه الحالة عند إجراء فحوصات أو عند علاج حالة مرضيّة أخرى، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض والعلامات التالية في حال المعاناة منها:
إنَّ السبب الدقيق وراء حدوث سلائل الرحم غير معروف؛ ولكن تميل سلائل الرحم إلى النمو طالما كانت مستويات هرمون الإستروجين في الجسم مرتفعة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ معظم سلائل الرحم تكون غير سرطانية، ومع ذلك يوجد نسبة ضئيلة من سلائل الرحم التي تكون سرطانية أو سابقة للتسرطن (بالإنجليزية: Precancerous)، وفي الواقع تزداد نسبة الإصابة بالسرطان في فترة ما بعد انقطاع الطمث، أو خلال فترة تلقّي علاج التاموكسيفين، أو في حال غزارة الطمث أو عدم انتظامه، وتتعدّد العوامل التي تزيد من احتمالية تكون سلائل الرحم، والتي يمكن بيانها كما يأتي:
التهاب بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometritis) هو التهاب أو تهيّج في بطانة الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ استخدام المضاد الحيوي عادةً ما يكون كافيًا لعلاج هذا الالتهاب، والقضاء على العدوى، والوقاية من أي مضاعفات محتملة؛ إذ إنّ الالتهاب قد ينتشر في حال عدم استخدام العلاج وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بعدوى ومضاعفات أخرى، لذلك يجب أن يبدأ العلاج فور ظهور الأعراض وتشخيص الحالة.
يمكن بيان الأعراض التي قد تظهر في حال التهاب بطانة الرحم والتي تستدعي مراجعة الطبيب فور ظهورها كما يأتي:
ينجم التهاب بطانة الرحم عن الإصابة بعدوى؛ فقد ينشأ نتيجة التعرض لعدوى من الكائنات الحية الموجودة في المهبل بشكل طبيعي، أو من المتدثرة (بالإنجليزية: Chlamydia)، أو من السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، كما يعدّ الهربس والسل (بالإنجليزية: Tuberculosis) من الأسباب النادرة لحدوثه، وفي الحقيقة يمكن أن يزيد الخضوع إلى إجراء أي عملية جراحية تتمّ من خلال عنق الرحم من خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم، ويمكن بيان بعض هذه الإجراءات الجراحية كما يأتي:
ينشأ عيب الطور الأصفري (بالإنجليزية: Luteal Phase Defect) نتيجة حدوث تطوّر غير طبيعي لبطانة الرحم، وفي حال وجود عيب في الطور الأصفري يكون إفراز هرمون البروجسترون أقل من المستوى الطبيعي أو أنَّ بطانة الرحم لا تستجيب للتحفيز الطبيعي لهرمون البروجسترون، وتجدر الإشارة إلى أنََّ الطور الأصفري يُعرَّف على أنَّه جزء من الدورة الشهرية للنساء، حيث يبدأ عادةً خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية وينتهي بعد 12-14 يومًا بعد الإباضة، ويتكون الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus Luteum) فور انتهاء الإباضة ولذلك سُميَّ بالطور الأصفري وهو المسؤول عن إنتاج هرمون البروجسترون، وخلال الطور الأصفري يزداد إفراز هرموني البروجسترون والإستروجين اللذين يساعدان على تهيئة بطانة الرحم لاحتمالية وجود بويضة مخصبة، ويحدث الحيض في حالة عدم وجود بويضة مخصبة أو أنَّ الهرمونات ليست بالمستوى المرجوّ.
فيما يأتي أعراض عيب الطور الأصفري.
يمكن بيان الأسباب المحتملة لعيب الطور الأصفري كما يأتي:
يُعرَّف العضال الغدي (بالإنجليزية: Adenomyosis) على أنَّه مرض حميد يُصيب الرحم وخاصةً أنسجة بطانة الرحم وعضلات الرحم، وغالباً ما يصيب النساء من الفئة العمريةل 40-50 سنة، ويرتبط بوجود ولادة سابقة، بالإضافة إلى ارتباطه بأمراض الرحم الاخرى، مثل: الانتباذ البطاني الرحمي، وسلائل الرحم، والأورام الليفية، ومن الجدير بالذكر أنَّه في حالة العضال الغدي يحدث نمو الخلايا غير الطبيعي في عمق جدار عضلات الرحم؛ بحيث لا يتجاوز هذا النمو الرحم، بخلاف الانتباذ البطاني الرحمي الذي تنمو فيه الخلايا وتنتشر خارج الرحم لتصل إلى المبايض، وقناتي فالوب، والمثانة، وفيه يكون حدوث الحمل صعبًا جدًّا، ولذلك عادة ما يُطلق اسم الانتباذ البطاني الرحمي الداخلي (بالإنجليزية: Internal Endometriosis) على العضال الغدي.
في بعض الحالات قد يتم تشخيص الإصابة بالعضال الغدي دون معاناة المصابة من وجود أي أعراض، إلّا أنّ بعض الأعراض قد تظهر على المصابة في حالات أخرى، وفيما يأتي بيان هذه الأعراض:
تجدر الإشارة إلى أنّ العضال الغدي يُعدّ مرضًا شائعًا، وغالباً ما يتم تشخيصه لدى النساء في منتصف العمر والنساء اللاتي أنجبنَ أطفالاً، بالإضافة إلى أنَّ بعض الدراسات تٌشير إلى أنَّ ازدياد احتمالية الإصابة بالعضال الغدي لدى النساء اللاتي خضعن لعمليات جراحية بالرحم، وعلى الرغم من أنَّ سبب العضال الغدي ليس معروفًا إلى وقتنا الحالي؛ إلّا أنّه يعتقد أنّ لبعض الهرمونات في الجسم دورٌ في ذلك، وتجدر الإشارة إلى وجود بعض النظريات حول أسباب حدوث ذلك، وفيما يأتي بيان كلّ منها: