يُعدّ مصطلح الإيدز (بالإنجليزية: AIDS) اختصاراً للمتلازمة المعروفة علمياً بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immune deficiency syndrome)، والتي تُعرّف على أنّها مجموعة من الأمراض والعدوى الخطيرة التي قد يتعرّض لها المصاب بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) واختصاراً HIV، وذلك نتيجة تدميره جهاز المناعة في جسم الإنسان؛ إذ يُهاجم هذا الفيروس جهاز المناعة وتحديداً خلايا المناعة التائية (بالإنجليزية: T cells) ونوع فرعي منها يُسمّى خلايا CD4، ممّا يُضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى وبعض أنواع الأورام. وفي الحقيقة يُعتبر الإيدز المرحلة الأخيرة من عدوى فيروس HIV، وقد يحتاج المريض إلى مدة تتراوح ما بين سنتين إلى 15 سنة حتى يدخل هذه المرحلة. وتُعدّ الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري من القضايا الصحية العالمية الكبرى، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ هناك أكثر من 35 مليون شخص مصاب بهذا الفيروس في أرجاء العالم، كما أنّ هذا الفيروس قد تسبّب بوفاة ما يقارب 940 ألف شخص في عام 2017. وتُعدّ القارة الإفريقية أكثر المناطق المتأثرة بهذا المرض، إذ بلغ عدد المصابين فيها ما يُقارب 25 مليون شخص في عام 2017.
يعتقد العلماء أنّ فيروس العوز المناعي البشري بدأ بالظهور من أحد أنواع قردة الشمبانزي التي تعيش في غرب إفريقيا، وتمّت تسمية الفيروس الذي يُصيب هذه القرود بفيروس العوز المناعيّ القردي (بالإنجليزية: simian immunodeficiency virus). وعلى الأغلب انتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عندما كان الصيّادون يذبحون القردة من أجل لحومها وأصبحوا مُعرّضين بشكل مباشر لدمها المُلوّث، ثمّ تحول هذا الفيروس إلى النوع البشري عبر طفرة ما. وتمّ اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس HIV عام 1959 عندما تمّ الكشف عن الفيروس في عينة دم لشخص من جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلا أنّ طريقة التقاطه للفيروس غير معروفة. ومع مرور الوقت، انتشر فيروس العوز المناعي البشري في إفريقيا ومن ثمّ إلى باقي أنحاء العالم.
تختلف أعراض الإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ باختلاف المرحلة التي وصل اليها المرض، ويمكن إجمال مراحل الإصابة بهذا الفيروس والأعراض المصاحبة لكل مرحلة فيما يأتي:
ينتقل فيروس العوز المناعي البشري بدخول بعض سوائل جسم المصاب إلى الشخص السليم، مثل الدم، والإفرازات المهبلية، والسائل المنوي، وفي الحقيقة تزداد فرصة الإصابة بهذا الفيروس عند المعاناة من الأمراض المنقولة جنسياً نظراً للتقرحات التي تُسبّبها على الأعضاء التناسلية، إذ تُشكّل مدخلاً للفيروس، ويمكن بيان أهم الطرق التي ينتقل فيها الفيروس المُسبّب للإيدز فيما يأتي: