في المواقفِ المفصليّة المختلفة في الحياة رُدود أفعالنا تختلف؛ فبعضها نواجهها بالقوّة والثّبات والصّبر وبعضها الآخر يقتضي الخوف والقلق والتّوتّر، كما تتفاوت شدّتها بيننا، كم هي كثيرةٌ لحظات الشعور بالتّوتّر والقلق نتيجةً لضغطِ العملِ أو لأيّ حدثٍ سلبيٍّ قد نواجهه ويشغل تفكيرنا، كما أنه لا يمكننا تجنّب الوقوع به بكامل تفاصيل حياتنا.
إنّ التّوتّر والخوف الداخليّ يعني الشّعور بالمسؤولية تجاه نتاج أمرٍ ما، وهي ردّة فعلٍ طبيعيّة تُجنّبنا بعض المخاطر أو النّتائج السّلبية؛ لأنه يحفّز لدينا اتّخاذ قرارٍ أو فعلٍ ما لنعود لاستقرارنا الدّاخلي، لكن ما يخالف المألوف أن نرى أشخاصاً يَهلعونَ ويُصابون بالذّعر وإن لم يتطلب الأمر ذلك، فيصابون بنوباتٍ مفاجئةٍ من الخوف الشّديد مصحوبةٍ بتصرفاتٍ جسديةٍ غريبةٍ لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها وقد تستمر لعدة دقائق، وهو ما يُعرف بـ "نوبات الهلع" التي تزداد نسبة حدوثها لدى النساء، وقد تستمرّ لتصبح "اضطراب هلع" وهو أحد أنواع اضطرابات القلق.
إليك بعض الأعراض النفسيّة والجسديّة التي إن وجدتها لديك مجتمعة فاعلم بأنك مصابٌ باضطراب الهلع:
على الرّغم من أنّ المسبّب الأساسيّ لاضطراب الهلع و نوباته غير واضح، إلّا أن أغلب الأشخاص المصابين به هم من عائلاتٍ لها إصاباتٍ مسجّلة سابقاً خلال أجيالهم المختلفة؛ لذا فإن الوراثة تلعب دوراً مهمّاً في الإصابة به. كما أنّه مرتبط بشكلٍ كبيرٍ بالنّقلات الحياتيّة الكبيرةِ للإنسان؛ كالتّخرّج من الجامعة والدّخول لسوق العمل، أو لقدوم مولود جديد وغيرها من التّغيرات المفصليّة. قد عزا بعض الأطبّاء السّبب إلى التّوتّر الشّديد الناتج من موت شخصٍ عزيز، والطّلاق، وفقدان الوظيفة، وغيرها من الأسباب التي قد تكون ذات علاقةٍ بحدوثِ الصّدمة.
قد ينجم اضطراب الهلع من بعض الحالات الطبيّة التي يتمّ الكشف عنها سريرياً عن طريق مراجعة الطّبيب المختص، والتي منها:
إن العلاج يتمثّل باستخدام الأدوية مقروناً بجلساتِ العلاج النّفسيّ "العلاج بالكلام" والّتي تهدف إلى تخفيف القلق والأعراض بمحاولةِ معرفةِ السّبب، وتدريب المريض على كيفيّةِ السّيطرة على الذّات والاستجابة للمواقف بطريقةٍ أفضل وممارسةِ الاسترخاء، إلى أن يتخلّص منها كلّياً ليعود لممارسةِ حياته بصورةٍ طبيعيةٍ دون خوف. ويجب عدم استخدام أيّ نوعٍ من أنواع الأدوية أو وقفِ استخدام دواءٍ مُعين دون استشارةِ الطّبيب لمِا له من آثارٍ جانبيةٍ خطيرة.