إنّ التفكير في الطريقة الصحيحة لإطعام الطفل الرضيع يُعدّ القرار التغذويّ الأوّل الذي يُشغل تفكير الأم، وسواءً كانت الرضاعةُ من ثدي الأم أو من الحليب الصناعي، فإنّ الرضاعة خلال الأشهر الستة الأولى مهمّةٌ للغاية؛ حيثُ يجب الاستمرار بإطعام الأطفال حتى يصل عمرهم إلى سنة، وتعتمد طريقة إرضاع الطفل على قرار الأم ونصائح الطبيب لها.ولكن بشكلٍ عام يمكن القول إنّ معظم الأطفال يحتاجون ما يتراوح بين 8-12 رضعة يومياً، أي بمعدل رضعةٍ واحدةٍ كلّ ساعتين إلى ثلاث ساعات، مع المراقبة والانتباه إلى ردود فعل الطفل؛ فعلى سبيل المثال يمكن معرفة أنّ الطفل يشعر بالجوع إذا بكى أو أدخل يده إلى فمه ومصّها، ويمكن معرفة شعوره بالشبع والامتلاء عندما يبعد فمه عن الحلمة أو زجاجة الحليب، وبعد الانتهاء من إرضاع الطفل يُفضل محاولة جعل الطفل يَتَجشّأ.
عندما يصبح حليب الأم غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الغذائيّة للرضيع، يجب البدأ بإدخال الطعام إلى وجبات الطفل بالتدريج، ويبدأ ذلك عندما يُصبح عمر الطفل ستة أشهر حسب توصيات منظمة الصحة العالمي، وليس من الضروريّ أن يتناول الطفل نفس الكمية والمقدار من الطعام كل يوم، لذلك يجب الانتباه الى علامات وإشارات الجوع عند الطفل، ولكن من الضروري الاستمرار في إرضاعه الحليب، ويجدر الذكر أنّه يجب أن تكون عدد الوجبات الموزعة خلال اليوم الواحد للرضيع من عمر 6-8 أشهر وجبتين أو ثلاث، وتزداد إلى 3-4 وجبات للرضيع في عمر 9-11 شهراً، أمّا بنسبة للرضيع من عمر 12-24 شهراً فيمكن إضافة وجبة أو وجبتين خفيفتين حسب رغبة الطفل وحاجته.
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال بتقديم الأطعمة الصلبة للأطفال من عمر الستة أشهر، إلّا أنّ ذلك قد يختلف من طفلٍ إلى آخر، وذلك تبعاً لبعض الإشارات لدى الطفل؛ فمثلاً قد يكون الطفل الرضيع مستعداً لهذا النوع من الأطعمة إن كان قادراً على الجلوس بمفرده، والتحكم بحركة رأسه، ويفتح فمه مع تقديم جسمه للأمام أثناء تقديم الوجبة له، أمّا عن طريقة التقديم والتدريج فيكون كالآتي:
قد تحدث بعض المشاكل الطبيعيّة عند البدء بإدخال الطعام الصلب الى النظام الغذائيّ للرضع، ونذكر منها ما يأتي: