تُعدُّ الكحَّة أو السعال (بالإنجليزية: Cough) عند الأطفال إحدى الشكاوي والمشاكل الشائعة التي تضطر الأهل إلى أخذ الطفل إلى مُقدِّم الرعاية الصحيَّة، فقد تكون أحد أعراض مرض ما، إلا أنَّ الكحَّة تُعرَّف على أنَّها رد فعل منعكس يساعد على تنقية الممرَّات الهوائيَّة من الإفرازات، كما أنَّها تحمي الممرَّات الهوائيَّة من الأجسام الغريبة الداخلة إليها، بالإضافة إلى حماية جسم الطفل من خلال إزالتها للبلغم والمواد المهيِّجة والمُسبِّبة للعدوى من جهازه التنفُّسي، فقد يعاني الطفل من الكحَّة عدَّة مرَّات في اليوم الواحد، أو قد يعاني من نوبة سعال تستمرُّ لبضعة أسابيع في حال كان الطفل مصاباً بعدوى فيروسيَّة، ومن الضروري مراجعة الطبيب بشكلٍ فوري في حال استمرار السعال لمدَّة تزيد عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وفي هذا السياق يجدر العلم بأنَّ السعال عند الأطفال له نوعين، أحدهما السعال الحادُّ وهو الذي يستمرُّ لمدَّة أسبوعين أو أقل من ذلك، وأما الآخر فهو السعال المزمن الذي يستمرُّ لمدَّة تزيد عن أربعة أسابيع، ويُعدُّ السعال أحد الأعراض الشائعة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من الفيروسات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أعراض نزلات البرد لدى الأطفال لا تحتاج إلى العلاج ما دامت لا تُسبِّب لهم الإزعاج، إذ إنَّه يوجد العديد من الأطفال يعانون من انسداد في الأنف والسعال، وبالرغم من ذلك فهم يلعبون ويمرحون ويستطيعون النوم جيِّداً، وفي حال كان الطفل يشعر بعدم الراحة ولا يستطيع النوم ويتسبب السعال بالإزعاج له، فيمكن علاج أعراض نزلات البرد والسعال من خلال اتباع بعض النصائح المنزليَّة فقط، فهي تُعدُّ أفضل من الأدوية بالنسبة للأطفال.
قد يكون السعال شيئاً جيِّداً، إذ إنَّه يحمي الرئتين من الإصابة بذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia) وذلك من خلال إخراج البلغم مع السعال، كما يعتبر السعال جزءاً طبيعيّاً من الإصابة بنزلات البرد، لذلك لا ينبغي إيقاف قدرة الطفل على السعال بشكلٍ كامل،وفي حال معاناة الطفل من السعال أثناء النهار بعد إصابته بعدوى فيروسيَّة في الجهاز التنفُّسي، فإنَّ الطفل لا يحتاج عادةً إلى علاج مُعيَّن، وخاصَّة إذا زال السعال خلال أسبوع أو أسبوعين، وذلك لأنَّ الأدوية المتوفِّرة لا تعالج السعال الناجم عن الإصابة بالفيروس، ولكن العناية المنزليَّة قد تُخفِّف من أعراضه، إذ تُستخدم العناية المنزليَّة للسعال في حال عدم وجود أيَّة مشاكل أو أعراض أخرى لدى الطفل، وتتضمَّن هذه العلاجات ما يأتي:
توصي إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) بعدم استخدام أدوية السعال ونزلات البرد المتاحة دون وصفة طبيَّة للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن سنتين، إذ إنَّ خطر استخدام هذه الأدوية لدى هذه الفئة من الأطفال يفوق أيَّة فائدة قد تُقدِّمها هذه الأدوية في سبيل التخفيف من أعراض نزلات البرد، وبذلك من الممكن أن تُسبِّب أدوية نزلات البرد والسعال الفمويَّة المتاحة دون وصفة طبيَّة ضرراً كبيراً لدى الأطفال الصغار، ومن الجدير بالذكر أنَّه يمكن استخدام أدوية السعال للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات في حال توصية الطبيب بذلك فقط، وتعتبر هذه الأدوية آمنة الاستخدام لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، مع ضرورة اتباع تعليمات الاستخدام الموجودة على علبة الدواء والمتعلِّقة بالكميَّة الصحيحة الموصى باستخدامها، ولحسن الحظِّ يمكن علاج السعال ونزلات البرد لدى الأطفال الصغار بسهولة دون الحاجة إلى أدوية السعال ونزلات البرد كما ذكر سابقاً، وينبغي التنبيه إلى أنَّ الأدوية المتاحة دون وصفة طبيَّة ممكن أن تساعد على التخفيف من أعراض نزلات البرد لدى الأطفال الأكبر سنّاً، إلا أنَّ هذه الأدوية لا تساعد على زوال هذه الأعراض بسرعة أكبر، ولا تُغيِّر من طبيعة المرض.
ويجدر العلم أنَّ علاج السعال المزمن يحتاج عادةً إلى زيارة الطبيب، إذ إنَّ علاج هذا النوع من السعال ينبغي أن يعتمد على معرفة سبب السعال، كما أنَّه من الضروري مراجعة الطبيب في حال استمرار سعال الطفل لمدَّة طويلة دون سبب مبرِّر، أو في حال خروج الدم مع السعال، أو إن كان السعال يزداد سوءاً بشكلٍ سريع أو يُؤثِّر في أداء الطفل لأنشطته اليوميَّة، وعلى الرغم من أنَّ معظم أدوية السعال المتاحة دون وصفة طبيَّة لا يُعتقد بفعاليَّتها بشكلٍ خاص، إلا أنَّه يمكن تجربة الأدوية المثبِّطة للسعال، مثل: ديكستروميثورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan)، والأدوية التي تُرقِّق من سماكة المخاط المتاحة دون وصفة طبيَّة، مثل: غايفينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin)، فمن المحتمل أن تكون بعض هذه الأدوية فعَّالة لدى بعض الأطفال دون غيرهم.
وبالرغم من وجود أدلَّة قليلة على أنَّ الأدوية المثبِّطة للسعال، مثل: كودين (بالإنجليزية: Codeine) تساعد على شعور الأطفال بالتحسُّن وتزيد من سرعة تماثلهم للشفاء، إلا أنَّ هذه الأدوية نادراً ما يتم وصفها للأطفال، ويُعزى ذلك إلى أنَّ السعال يُعدُّ إحدى طرق الجسم المهمة في تنقية الممرَّات الهوائيَّة من الإفرازات كما ذكر سابقاً، بالإضافة إلى أنَّ هذه الأدوية قد تُسبِّب بعض الآثار الجانبيَّة، مثل: الاضطراب والنعاس، كما أنَّ الأدوية المُقشِّعة للبلغم والتي تُسهِّل عمليَّة التخلُّص منه عبر السعال من خلال جعل المخاط رخواً، لا يُنصح باستخدامها للأطفال عادة.
أما بالنسبة للحُمَّى فيلزم علاجها فقط إذا كانت تُقلِّل من مستوى نشاط الطفل وتُسبِّب له الانزعاج، ويحدث ذلك غالباً عند بلوغ درجة حرارة الطفل 39 درجة مئوية أو أكثر، إذ إنَّ الحُمَّى تساعد جسم الطفل على محاربة العدوى، وفي حال الحاجة إلى علاج الحُمَّى يعتبر كلٌّ من الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) آمنَين للاستخدام في علاج الألم والحُمَّى،فهذه الأدوية تساعد على التقليل من الحُمَّى والآلام والأوجاع، ولكن ينبغي استخدامها بالجرعة الصحيحة واستشارة مُقدِّم الرعاية الصحيَّة في حال استخدامها لدى الأطفال دون عمر السنتين ومن الضروري عدم إعطاء الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 18 عاماً دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وذلك لما قد يُسبِّبه من مرض نادر وخطير في الدماغ يُعرَف بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye syndrome).
ويجدر التنبيه إلى ضرورة استخدام الأدوات المُعدَّة لقياس الجرعات والمخصَّصة لكلِّ دواء، مثل: المحقنة (بالإنجليزية: Syringe)، والكأس المعياري بدلاً من الأدوات المنزليَّة، كالملعقة أو غيرها من أدوات الأدوية المختلفة، إذ توصي إدارة الغذاء والدواء مُصنِّعي الأدوية بتزويد الأدوية بهذه الأدوات، كما يمكن استشارة الصيدلاني أو مُقدِّم الرعاية الصحيَّة حول أيَّة أدوات قياس الجرعات التي يصلح استخدامها، وما هي الكميَّة التي يجب إعطاؤها للطفل، ومدى تكرار هذه الجرعة، وكل ذلك بناءً على الملصق المُتعلِّق بالدواء.
تُعزى إصابة الأطفال بالكحَّة إلى العديد من الأسباب المشابهة لأسباب الكحَّة لدى البالغين، فجميع الأسباب يمكن أن تُؤثِّر في الأطفال، مثل: الربو، وعدوى الجهاز التنفُّسي، ومرض الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)، وبذلك فإنَّ علاج مُسبِّب الكحَّة إن وُجِد قد يساعد على التخفيف منها، ويمكن بيان ذلك كما يأتي:
يمكن بيان دواعي اللجوء إلى التدخُّل الطبِّي كما يأتي: