كلّف عبد الملك بن مروان الرجل اليهودي سمير، بالعمل على تأسيس نظام نقدي إسلامي واتخاذ عملات نقدية باستخدام معدني الذهب والفضة؛ للحصول على نقود جيّدة قادرة على تلبية الغرض منها، ومصادرة النقود غير الإسلامية، فوضع سمير الوحدة التي سيضرب العملات على أساسها وحدّد وزنها، من خلال استعمال حبة الشعير المتوسّطة الحجم، ثمّ وضع قواعد المكاييل الإسلامية، على نفس أساس قياس وزن حبة الشعير.
عندما تأكّد عبد الملك بن مروان من مشروعية نظام ضرب النقود وصحته، عمل على إنشاء دار لضرب النقود الإسلامية في دمشق، ووظّف فيها عدد كبير من العمّل الذين يعملون بجديّة واستمرار، لإصدار أكبر كميات من النقود الإسلامية متقنة الصنع، بأوزان وقياسات دقيقة وموحّدة، وفرض العقوبات على من يخرج من يده عملة غير دقيقة في الوزن والقياس.