المحتوى

ما الحكمة من الحلق والتقصير؟

الكاتب: يزن النابلسي -

ما الحكمة من الحلق والتقصير؟

 

       هناك أمر يجب أن نلفت النظر إليه، وهو كيف يكون الحلق أو التقصير ركن من أركان الحج – يعني عبادة لله عزَّ وجلَّ، والحلق أو التقصير أمر من أمور الفطرة التي يعالجها كل إنسان من نفسه من غير أن يفرضها الله عليه؟!  فالإنسان إذا أحس أن شعره قد طال، هذّبه وقصره أو حلقه، لكن كون هذا الحلق أو التقصير يفرضه الله علينا في الحج أو العمرة، هذا هو الأمر الذي يحتاج إلى بيان الحكمة منه!! وذلك ليعلم المؤمن أنه لا يملك في نفسه شيئاً أثناء قيامه بأداء فريضتي الحج والعمرة، حتى ولا شعره الذي ينتفه أو يحلقه أو يقصره متى شاء، فإنه في الحج لا يقدر أن يفعل شيئاً من ذلك، إذ أنه سلَّم نفسه وشعره وبشره كلَّه لله ربِّ العالمين، فقد صار بالحج عبداً صرفاً خالصاً لله، ليس له في نفسه أي شيء، وسيُّده سبحانه وتعالى يتصرف في كل شيء فيه، حتى في شعره وظفره وملابسه، فالعبد كلُّه مِلكٌ لسيده ومولاه عزَّ وجلَّ، سر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم{لبيك بحجة حقًّا تعبُّداً ورقًّا}(رواه البزار الدار قطني من حديث أنس)       وفى الحلق إشاراة إل أن الحاج قد حلق جميع أخلاقه الذميمة، وعاداته السيئة، وحظوظه وشهواته الدنيئة، وتخلص منها. هذا ما يمكن أن يسطر على صفحات الأوراق من العبارات، وفوق ذلك لأهل الكشف والذوق مشاهداتُهم ومواجهاتُهم مما لا تفي به العبارة، ولا تنفع معه الإشارة، قال الله تعالي(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) 76،يوسف
 
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook