الجنابة هي الحال التي يكون عليها المرء بعد خروج المنيّ منه دفقاً بلذّةٍ، ويلزم الجنب الاغتسال، وذلك امتثالاً لقوله الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، وبيان مسائل وأحكام الجنابة فيما يأتي:
الحالات الموجبة للغسل ولها تعلّق بالجنابة:
لا شكّ أنّ الفطرة السليمة والعقل الصحيح يُقرّان بأهمية الغسل وحسنه، فالغسل يبعث النّشاط والقوّة من جديد في الجسم بعد أنْ سُلبت منه بخروج المنيّ، كما أنّ الاغتسال له قدرةٌ على إعانة الجسم في استعادة طاقته وحيويته، وذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أنّ الاغتسال بعد خروج المنيّ فيه نفعٌ كبيرٌ للجسم والقلب والرّوح، وهذا أمرٌ محسوسٌ، خاصّة أنّ الجنابة تورث كسلاً في الجسم وثقلاً فيه، فيأتي الغسل يُحدث خفّة الجسم، فكأنّما ألقى عن كاهله حملاً ثقيلاً، والغسل من الجنابة يندرج في مدارج المصالح الشرعيّة التي تُلحق بالضروريات للأبدان والقلوب، ذلك أنّ بقاء الجنابة بُعدٌ في الرّوح والقلب، وقد أكّد كثير من الأطباء الثقات أنّ الغسل بعد الجِماع يُعيد إلى البدن قوته، ويُعوّض الجسم ما فقده من القوّة، وترك الغسل بعد تحقّق موجباته مضرٌّ.
موسوعة موضوع