يعتبر مسجد قباء أول مسجدٍ بني في الإسلام، حيث وصل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى قباء، وبدأ بتأسيسه، فوضع أول حجرٍ في قبلته، ثمّ جاء كلّ من أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، فوضع كلّ منهما حجراً، وبدأ الناس بعد ذلك بالبناء، وكان عملهم في ذلك بالجدّ والاجتهاد، دون كللٍ أو مللٍ؛ كخليّة النحل، حتى تمّ المسجد الذي كان أساسه التقوى، وقد مدح الله -تعالى- القائمين على بناء مسجد قباء، وأثنى عليهم في كتابة المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة، حيث قال الله تعالى: (لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوى مِن أَوَّلِ يَومٍ أَحَقُّ أَن تَقومَ فيهِ فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ)، وقد خصّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مسجد قباء بما لم يخصّ به غيره من المساجد؛ فكان يقصده بالزيارة كلّ يوم سبتٍ، حتى صارت تلك عادة أهل المدينة، ويقع المسجد في جنوب غربي المدينة، وله من البعد عن المسجد النبوي ما يقارب الخمسة كيلو متراتٍ، وفيه بئرٌ يُنسب إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وقد بُني مسجد قباء على الأرض التي استقرت فيها ناقة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند وصوله إلى المدينة، قادماً من مكة.
يُضاعف الأجر في الصلاة في ثلاثة مساجدٍ فقط، وهي التي وردت فيها الأدلة والنصوص، أمّا ما عدا تلك المساجد الثلاث، فلا يوجد على ذلك أيّ دليلٍ، وما ورد من الدليل على مضاعفة الأجر في تلك المساجد الثلاثة، ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الصلاةُ في المسجدِ الحرامِ بمئةِ ألفِ صلاةٍ، والصلاةُ في مسجدي بألفِ صلاةٍ، والصلاةُ في بيتِ المقدسِ بخمسِمِئةِ صلاةٍ)، والدليل الوارد في أجر الصلاة في مسجد قباءٍ، هو ما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من تطهَّر في بيتِه، ثم أتى مسجدَ قُباءٍ، فصلَّى فيه صلاةً؛ كان له كأجْرِ عُمرةٍ)، وقد ورد عن الصحابة ما يدلّ على حرصهم على الصلاة في مسجد قباء، كما أنّ الأجور المضاعفة لا تغني عن صلاة النوافل؛ بل يصلّي فيه المسلم الفرض والسنن، كغيره من المساجد.
إنّ لزيارة المسجد آدابٌ ذكرها العلماء، حيث استمدّوها من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وتشمل تلك الآداب الأوامر والنواهي والمستحبات، التي يفعها المؤمن عند دخوله المسجد، وهي كثيرةٌ جداً، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:
موسوعة موضوع