العمل

تغير مفهوم العمل منذ العصور الأولى كثيرًا، فلقد كان بالنّسبة للإنسان فيما مضى مجرد رحلة صيد للحصول على الطّعام الكافي لسدّ الجوع، ثم تطوّر إلى بناء مسكن مناسبة للحياة، إلى أن استوعب الإنسان الحاجة للزراعة والفلاحة والاعتناء بالحيوانات والرّعي من أجل توسيع موارده، وهكذا إلى أن اتخذ شكله العديد من المجالات في يومنا هذا.

يُعرف العمل على أنّه المجهود والطاقة الحركية التي يبذلهاالإنسان عن وعي وإدراك مقابل الحصول على أجر مادي معين ومتّفق عليه ما بين العامل وربّ العمل مسبقًا، وذلك كي يتمكّن الإنسان من تسديد احتياجاته الرّئيسة كالمأكل والمشرب والملبس والمأوى وغيرها من الأمور الثانوية أيضًا، ولقد كان العمل في الماضي البعيد يكون مقابل سلعة معيّنة إذ يؤدي طرف ما خدمة للآخر مقابل تبادل رطل من القمح أو الحنطة أو الإبل أو منسوجات وغيرها، وعندما بدأ الإنسان في البحث في الطّبيعة وعثر على المعادن صار يبادل الأشياء مقابل سبائك الذهب والفضة والنّحاس والحديد، وهكذا إلا أن تطوّر مفهوم الأجر ليتّخذ الأوراق المطبوعة والمعروفة في يومنا الحالي بـ(المال).




Volume 0%
 
مجالات العمل

تطوّرت مجالات العمل كثيرًا عما كانت عليه فيما سبق، فمع تنامي حاجة الإنسان استُحدثت العديد من المناصب الجديدة التي لم تكن معروفة فيما قبل، ومن أبرز تلك المجالات نذكر:

الطب: على الرّغم من قِدم هذا القطاع إلا أنّ تطوّر العلوم أحدثت ثورةً في إجراء عمليات القلب المفتوح وزراعة الأطراف الصناعية والخلايا الجذعية، ويتفرّع منه العديد من الوظائف في مجال التّمريض وطبّ العيون والأسنان وغيرها.
التعليم: يعمل العديد من أفراد المجتمعات في قطاع التعليم في وظائف التدريس في المدارس والجامعات والكليات ومعاهد اللغات، ويعدُّ هذا القطاع هو الأساس لجميع الفئات والعلوم الأخرى، ولهذا ترصد له الدول ميزانيةً جيدةً.
التكنولوجيا: من القطاعات الجديدة التي دخلت سوق العمل بخطىً ثابتة وهي تتعلق بتقنية المعلومات وتحديث البرامج وإنشاء الحسابات وتصليح الهواتف المحمولة وغيرها، فيوجدُ العديد من المناصب الفعّالة في هذا المجال كالمبرمج ومهندس الحاسوب وغيرها.
المحاماة: وقد بدأت الحاجة إلى تلك الوظيفة عندما اتسعت رقعة البلاد ولم يعد مجديًا الفصل بين الخصومات والمشاكل من قبل شخص دون خلفية قانونية، فكان المحامون والقضاة ووكلاء النيابة وغيرهم.
الأعمال اليدوية: وهي من أقدم قطاعات العمل التي لا يخلو بيت دون الحاجة لها لأهميتها القصوى كالحداد والنجار والسمكري والبنّاء وغيرها من القطاعات الصناعية.
الفنون: وتشمل الأشخاص الذين يتمتعون بمواهب من نوع معين إذ يستغلونها لكسب العيش منها وإنشاء خط للعمل كالرسام والكاتب والنحات والموسيقى والممثل وغيرها.
الهندسة: وهو قطاع واسع ويشمل العديد من الأفرع كالهندسة الميكانيكية والكهربائية والصناعية والمدنية والمعمارية والطبية والكيميائية وكل منها تتعلق بجانب مهم في الحياة.
المحاسبة: من أشهر القطاعات وأهمّها ولا يكاد يخلو أي مجال من المجالات السابقة في سوق العمل من المحاسبة لأنّها مسؤولة عن ضبط الحسابات والتحقق من الميزانية ومعالجة أي خلل فيها.




فوائد العمل

يتوق الإنسان إلى الانتهاء من المرحلة الدراسية للالتحاق بسوق العمل، ويوجد العديد من الأمور التي يجنيها من ذلك، وسنبين أهمها فيما يلي:

يوفّر العمل للإنسان الاحتياجات الأساسية والثانوية في حياته، ويكفيه عن طلب المساعدة من الآخرين فلا يقتصر الأمر على الغذاء والبيت وحسب وإنما على الترفيه والاستجمام والاستمتاع في أوقات الإجازات.
يسلح العمل الإنسان بالعديد من المكتسبات المهمة كالاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية والالتزام والتحلي بالصبر والمقدرة على مواجهة التحديات والبحث عن حلول مفيدة للخروج من المآزق.
يساعد العمل على تفريغ الطاقة والمقدرة لدى الإنسان بالطريقة الصحيحة، فبدل أن يمضي الإنسان الوقت بأمور لا طائل منها أو بما يعود عليه بالسوء والمشاكل فإنه يستغل الوقت لإعالة نفسه وعائلته.
يدفع العمل بعجلة الاقتصاد في البلاد إلى الأمام، بما ينعش السوق المحلي ويرفع من مستوى الدخل للأفراد ويوسع من دائرة المشاريع التنموية التي تطبقها الدولة على أرض الواقع.
يجنب العمل الإنسان من الوقوع في الفقر أو التعرض للبطالة، والتي تعدّ من أهم الأسباب المؤدية إلى الجريمة وانتشار السرقات في المجتمع، وذلك يؤمن له الأمن والسلام.
يرقى العمل بالفرد والمجتمع ككل فهو يوسع من مدارك الإنسان ويجعله أقدر على التعايش والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، كما ويسمح له بتحقيق ذاته والشعور بالعزة والكفاية.
يعزز العمل روح التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد، ويجعلهم يشعرون بأنّ القوة تكمن في الكثرة لا بالتفرقة وهو ما يظهر صلابتهم أمام الأمم الأخرى ويجعلهم ذا مهابة وقدر عالٍ أمام الأمم الأخرى.
يساعد العمل على توفير قيمة جيدة من المدخرات لدى الفرد تساعده على بدء مشروع خاص به، بما يؤمن له دخلاً إضافيًا ويجعله يتمتع باستقلالية مادية أكبر.