تُعدّ مشكلة احتباس البول (بالإنجليزية: Urinary Retention) من المشاكل التي تُصيب الجهاز البولي والتي تتمثل بعدم القدرة على التخلّص من كميّة البول المتجمّعة في المثانة بشكلٍ كامل، وإنّ لاحتباس البول نوعين رئيسيين؛ أمّا الأول فيُعرف باحتباس البول الحادّ، ويتمثل بعدم القدرة على التبوّل بشكل تامّ ومفاجئ، ويستمر هذا الاحتباس لمدّة قصيرة، ومثل هذه الحالات تتطلب تدخّلاً طبيّاً فوريّاً، أمّا النوع الثاني لاحتباس البول فيُعرف باحتباس البول المزمن، ويتمثل بعدم قدرة الشخص على إتمام عملية التبول رغم قدرته على البدء بها، وعلى الرغم من عدم إفراغ مثانته بشكلٍ تامّ أيضاً، ويستمر احتباس البول المزمن لمدّة طويلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصابين باحتباس البول المزمن قد لا يُدركون إصابتهم به إلا بعد المعاناة من مشكلة صحية أخرى على مستوى الجهاز البوليّ، مثل السّلَس البولي (بالإنجليزية: Urinary incontinence)، وعدوى الجهاز البولي (بالإنجليزية: Urinary Tract Infections)، وفي الحقيقة يمكن أن يُعاني الذكور والإناث من مشكلة احتباس البول، إلا أنّ الذكور أكثر عُرضة للمعاناة منها، فنجد أنّ نسبة إصابة الذكور تفوق إصابة الإناث بمقدار عشر مرّات خاصّةً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-83 سنة.
يخرج البول من المثانة البوليّة ليصل خارج الجسم عن طريق الإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، ويتم تنظيم هذه العملية بمساعدة الدماغ، إذ يُرسل الدماغ إشارات للمثانة البولية يحفّزها للانقباض، يتبعها تحفيز الدماغ للعضلات العاصرة الخاصة بالمثانة البولية للارتخاء، وسرعان ما يخرج البول من المثانة البولية ليصل إلى الإحليل ثمّ إلى خارج الجسم، وعليه يمكن القول إنّ حدوث اختلال في أيّ من هذه العمليات يمكن أن يُسفر عن معاناة المصاب من احتباس البول، ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ما يأتي:
هناك عدد من الأعراض التي تظهر على المصابين باحتباس البول الحادّ، نذكر منها:
هناك عدد من الأعراض التي تظهر على المصابين باحتباس البول المزمن، نذكر منها ما يأتي:
تُعدّ حالات احتباس البول الحادة حالات طبية طارئة تستوجب التدخل الطبيّ الفوريّ كما أسلفنا، وتتمّ السيطرة على هذه الحالة غالباً باستعمال قثطار بوليّ يمكن من خلاله التخلّص من البول المتجمّع في المثانة، وتعدّ هذه الطريقة من أسرع الأساليب العلاجية وأسهلها، وفي حال عدم القدرة على تطبيق هذا الإجراء الطبي أو عدم نجاحه؛ يمكن اللّجوء إلى الطريقة التي يتم فيها إحداث تجويف على شكل نفق في الجلد المُغطّي للمثانة وكذلك عبر جدارها، ومن الأمثلة على هذه الطريقة ما يُعرف بقسطرة فوق العانة (بالإنجليزية: Suprapubic catheter).
في حالات الإصابة باحتباس البول المزمن، فإنّ الطبيب المختص يلجأ للعلاج في حال تسبّب هذه المشكلة بإعاقة أنشطة المصاب اليوميّة، أو في حال حدوث مضاعفات على مستوى الجهاز البوليّ، ومن الطّرق العلاجيّة المُتبّعة في مثل هذه الحالات: