يُقدّر عدد العظام في جسم الطفل الوليد بحوالي 300 عظمة لينة، وخلال فترة نموه وتطوره ينمو الغضروف ويحلّ مكانه عظم صلب، كما أنّ بعض العظام اللينة تندمج معاً، لذلك فإنّ عدد العظام في الشخص البالغ يقلّ ليصبح حوال 206 عظمة، ومن المعروف أنّ العظام عبارة عن نسيج حيّ يتكون من خلايا حية، وتمتد إلى النسيج أوعية دموية خاصة لمساعدته على النمو والتجدد، وتجدر الإشارة إلى أهمية العظام في تقديم الدعم الهيكلي للجسم، والحفاظ على الأعضاء الحيوية، كما أنّ العظام تُعتبر مكاناً لتصنيع خلايا الدم المختلفة، وتُعدّ مخزناً لبعض المعادن كالكالسيوم الذي يُساعد على تكوين عظام صحية ويُساعد العضلات والأعصاب على أداء وظائفها بشكل سليم.
يُعرّف مرض ترقق العظام أو هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) على أنّه زيادة في حجم المسامات الموجودة داخل العظام، والتي ينجم عنها فقدان كثافة وقوة العظام، وتجدر الإشارة إلى أنّ ترقق العظام يُمكن أن يصيب الأشخاص في أيّ عمر، ولكنّه يُعدّ أكثر شيوعاً لدى كبار السن وخصوصاً النساء؛ تحديداً النساء البيض والآسيويات اللاتي تجاوزن سن اليأس، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يُعانون من ترقق العظام يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكسور، حتى أثناء القيام بالأعمال الروتينية مثل؛ المشي أو حتى السُعال، وتُعدّ عظام الأضلاع، والوركين، والمعصمين، وعظام العمود الفقري أكثر العظام المعرضة للكسر لدى المصابين بمرض ترقّق العظام.
تُعتبر العظام نسيجاً حياً ومتجدداً باستمرار كما أسلفنا؛ إذ يتمّ امتصاص المعادن من هذا النسيج عبر عملية تُدعى الارتشاف العظمي (بالإنجليزية: Bone resorption)، ويقابلها عملية معاكسة لبناء العظام، ووفقاً للمعهد الوطني للصحة فإنّ الهيكل العظمي يتجدّد بالكامل كل 10 سنين تقريباً، لذلك فالسبب الرئيسي لترقق العظام هو عدم توازن بين عملية الارتشاف وعملية بناء العظام، وفيما يأتي أهم الأسباب التي من الممكن أن تؤثر في التوازن بين هاتين العمليتين:
هناك بعض العوامل التي يُمكن أن تزيد من معدل ترقق العظام، ونوضح أهمّها كما يأتي:
على الرغم من أنّه لا يمكن معالجة ترقق العظام، إلا أنّ هناك العديد من الطرق التي تُساعد على السيطرة على المرض والحدّ من تفاقمه، لذلك فإنّ الهدف من علاج ترقق العظام هو منع وتقليل تطوّر مرض ترقق العظام والحفاظ على كثافة العظم وكتلته ضمن المعدل الطبيعي، إضافةً إلى حماية المصاب من الإصابة بالكسور وتخفيف الألم الذي يعاني منه، وفيما يأتي بيان مفصل لهذه الطرق التي يُمكن اتباعها: