يُعرف غسيل الكلى أو الديال أو الديلزة أو الميز الغشائي (بالإنجليزية: Dialysis) على أنَّه إجراء طبي علاجي يُجرى في العادة للتخلّص من فضلات الجسم والسوائل الزائدة من الدّم عندما تفقد الكليتان القدرة على أداء وظائفهما بشكل صحيح، وفي هذا السياق يجدر بيان تعدّد الوظائف التي تؤدّيها الكلى السليمة، فهي تنقّي الدم عن طريق التخلّص من الفضلات، والماء، والمعادن الزائدة، كما تُنتج الكلى بعض الهرمونات التي تحافظ على صحة الدم وقوة العظام، ومن بينها هرمون الإريثروبيوتين أو مكون الكريات الحمر (بالإنجليزية: Erythropoietin) المسؤول عن تحفيز نخاع العظم لتصنيع خلايا دم حمراء جديدة، ولكن وبحسب مؤسسة الكلى الوطنية (بالإنجليزية: National Kidney Foundation) في حال فقدت الكلى القدرة على أداء وظائفها بنسبة 85-90% وكان معدل الترشيح الكبيبي (بالإنجليزية: Glomerular filtration rate) أقل من 15، كما في حالات الفشل الكلوي، فقد تتراكم المواد الضارة في الجسم نتيجة لذلك، وقد يرتفع ضغط الدم، كما قد يتأثر إنتاج كريات الدم الحمراء أيضًا، وعندها يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عملية زراعة الكلى أو الخضوع لغسيل الكلى للحفاظ على حياته.
في الحقيقة يوجد نوعان من غسيل الكلى هما: الديلزة الدموية (بالإنجليزية: Hemodialysis)، والديلزة الصفاقية (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، ولكل منهما إيجابيات وسلبيات، ويعتمد اختيار النوع الأنسب للشخص المعنيّ على مجموعة من العوامل، منها: عمر المُصاب، والمشاكل الطبية التي يعاني منها، ومدى سهولة إجراء الديلزة، ونوع الديلزة المتوفر في مكان إجراء الديلزة.
تُعدّ الديلزة الدمويّة، أو الديال الدمويّ (بالإنجليزية: Hemodialysis) أكثر الإجراءات المستخدمة في حال علاج الفشل الكلوي شيوعًا، وهي تقنية يتم اللجوء إليها للتخلّص من الفضلات، والأملاح، والسوائل الزائدة في الدم عند فقدان الكليتين قدرتهما على العمل بشكل تامّ؛ حيث يُضخ الدم في جهاز خاص لتنقيته من المواد التي ذُكرت سابقًا ومن ثمّ يُعاد إلى الجسم بعد إتمام التنقية، ممّا يساعد على التحكم بضغط الدم، والحفاظ على توازن مستويات بعض المعادن المهمة في الدم كالبوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الطريقة لا تعد علاجًا نهائيًّا للفشل الكلوي، ولكنها تساعد على تحسين نوعية الحياة لدى المصاب؛ فيشعر بتحسّن ويعيش لفترة أطول.
يتم التحضير لإجراء الديلزة الدموية قبل فترة زمنية من إجراء الجلسة الأولى لغسيل الكلى، وتتراوح هذه الفترة من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، حيث يُنشِىء الجرّاح توصيلة شريانية وريدية تسهّل الوصول إلى الأوعية الدموية، ويسمح بخروج كمية الدم المطلوبة من الجسم، ثمّ العودة إليه لضمان استكمال عمل الديلزة الدموية، ويُشار إلى أنّ هذا الإجراء يحتاج فترة من الزمن للتعافي قبل البدء بغسيل الكلى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة الاهتمام بموقع التوصيلة منعًا لإصابتها بعدوى أو التهاب، وأمّا بالنسبة للتحضير المباشر للغسيل الكلويّ فيجدر قياس درجة حرارة المصاب، وضعط دمه، ومعدل نبات قلبه، بالإضافة إلى وزنه، وذلك قبل إدخاله للغسيل الكلوي مباشرة.
يتم تثبيت إبرتين على يد المُصاب الذي سيخضع للديلزة الدموية، حيث تتصل كل من هاتين الإبرتين بأنبوب موصول بجهاز تنقية الدم الذي يعرف باسم الكلية الصناعية (بالإنجليزية: Artificial kidney) أو المِديال (بالإنجليزية: Dialyzer)، وهو مرشح على شكل أنبوب بلاستيكي مُجوّف يتدفّق الدم عبره ليتم تنقيته فيه ومن ثمّ يُعاد الدم بعد ذلك إلى الجسم مرّة أخرى، ويحتوي هذا المرشح على جزأين يفصل بينهما غشاءٌ شبه منفّذ؛ إذ يتدفّق الدم خلال الجزء الأول من المرشح، في حين يتدفّق بشكل معاكس في الجزء الثاني سائل يستخدم في عملية الترشيح يعرف بسائل الديالة أو مسحوق الغسيل الكلوي (بالإنجليزية: Dialysate)، ويحتوي هذا السائل على الماء ومجموعة من المواد الكهرلية التي تستخدم لموازنة مستوى المواد الكهرلية الموجودة في الدم، وعند الانتهاء من عملية الديلزة يتم التخلّص من هذه المادة مع المخلفات والمواد الناتجة عن تنقية الدم، وفي هذا السياق يجدر بيان أنّ الغشاء شبه المنفّذ يسمح بانتقال سائل الديالة والفضلات الناتجة من الترشيح عبره، في حين لا تتمكن خلايا الدم من عبور هذا الغشاء، كما يتم ضبط توازن المواد الكهرلية بناءً على نسبة هذه المواد في الدم، ويجدر التنويه إلى إمكانية معاناة المُصاب من بعض المشاكل الصحية خلال عملية الديلزة كانخفاض ضغط الدم أو تشنّج العضلات، وخلال إجراء الترشيح يقيس المديال ضغط الدم ويتحكّم بكل من سرعة إزالة الفضلات، والأملاح والسوائل الزائدة من الجسم وكذلك سرعة تدفّق الدم عبر المرشح.
حقيقة تعتمد الفوائد المجنية على السبب الكامن وراء الخضوع لهذا النوع من الغسيل الكلوي؛ ففي حال كان السبب هو الإصابة بفشل كلي حاد فإن العلاج يكون مؤقتًا وعادة ما تستعيد الكلى القدرة على القيام بوظائفها بعد فترة قصيرة من الزمن، وأمّا في حال تم اللجوء لغسيل الكلى كحلّ لمشاكل الفشل الكلوي المزمن؛ فإنّ العلاج يكون لمدى الحياة طالما لم يتم اللجوء لخيار زراعة الكلى، والجدير بالبيان أنّ الديلزة الدموية قد تُجرى في العادة ثاث مرات أسبوعيًا في المراكز المختصة بغسيل الكلى، ويمكن أن تُطبق منزليًا، وأخيرًا يجدر التنويه إلى أنّ المختص يُجري مجموعة من الاختبارات بشكل دوريّ للاطمئنان على صحة المصاب ومعرفة فيما إن كان يتلقى العلاج المناسب وبالعدد المناسب.
توجد العديد من النصائح والإرشادات التي يجدر اتّباعها بين جلسات العلاج للحصول على أفضل النتائج، كالانتباه إلى النظام الغذائي وذلك بالتنسيق مع الأخصائيّ؛ إذ تجب مراقبة الكميات المتناولة من السوائل وبعض الأطعمة التي تحتوي على البروتينات، أو الصوديوم، أو البوتاسيوم، أو الفسفور، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المشاكل الصحية الأخرى التي يُعاني منها المصاب، ورغبته في تناول أنواع معينة من الأطعمة، ومدى كفاءة عمل الكلى، كما يجب على المصاب تناول الأدوية الموصوفة بانتظام، وطلب المساعدة من فريق الرعاية الطبية في حال الحاجة إليها.
تُعرّف الديلزة الصفاقيّة، أو الديال الصفاقيّ، أو الديلزة البريتونيّة (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis) على أنَّها أحد الإجراءات المستخدمة في حالات الفشل الكلوي؛ إذ تتم تنقية دم المُصاب والتخلص من الفضلات كالكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine)، واليوريا (بالإنجليزية: Urea) عن طريق التجويف البريتوني (التجويف البطني) (بالإنجليزية: Peritoneal cavity) داخل جسم المُصاب، وتحديدًا في الغشاء الذي يبطّن البطن والمعروف باسم البريتوان (الصفاق) (بالإنجليزية: Peritoneum) الذي يعمل كمرشح لتنقية وترشيح الدم؛ حيث يُضخّ سائل الديالة إلى داخل هذا الغشاء ويخرج منه بعد الانتهاء من عملية الديلزة الصفاقية.
يتم التحضير لإجراء الديلزة الصفاقية عن طريق إجراء عملية جراحية تحت تخدير موضعي أو عام لتثبيت قسطرة (بالإنجليزية: Catheter) بالقرب من منطقة السرّة، حيث يُضخّ سائل الديالة إلى البطن عبر هذه القسطرة ويخرج منها، وتجدر الإشارة إلى إنَّه يُنصح بعد تركيب القسطرة بالانتظار لمدة تصل إلى شهر تقريبًا قبل البدء بإجراء الديلزة، وذلك لمنح موضع تركيب القسطرة وقتاً كافياً للشفاء.
عند إجراء الديلزة الصفاقية يتم حقن سائل الديالة عبر القسطرة التي تم تثبيتها عند التجويف البريتوني، ويبقى هذا السائل في البطن لفترة زمنية معينة؛ وخلال ذلك يسمح غشاء البريتوان بمرور السوائل الزائدة والفضلات من الدم إلى سائل الديالة، وحين انتهاء تلك الفترة الزمنية يتم التخلص من سائل الديالة في وعاء مخصّص ومعقّم، ويتبع ذلك تكرار إجراء هذه الخطوات مرة أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن إجراء هذه العملية يدوياً من أربع إلى خمس مرات يوميًّا، حيث يستغرق إجراؤها في كل مرة مدة زمنية تتراوح ما بين ثلاثين إلى أربعين دقيقة، وفي الحقيقة، يمكن أن يتم إجراء الديلزة الصفاقية بشكل أوتوماتيكي عندما يكون المريض نائمًا باستخدام جهاز خاص، حيث تكون القسطرة مُتّصلة بهذا الجهاز، لذلك قد يستغرق إجراء الديلزة في هذه الحالة وقتًا أقل، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من الديلزة الصفاقية؛ حيث يتم اختيار أحدهما اعتمادًا على حالة المصاب، وهذه الأنواع هي: غسيل الكلى البريتونيّ المتنقل المستمر (بالإنجليزية: Continuous ambulatory peritoneal dialysis)، وغسيل الكلى البريتونيّ الدوري المستمر (بالإنجليزية: Continuous cycler peritoneal dialysis).
حقيقة يمكن استخدام الديلزة الصفاقية في المنزل أو في مكان العمل أو حتى عند السفر، وهنا يجدر التنويه إلى أنّه على الرغم من اعتبار الديلزة الدموية خيارًا موفّقًا للحدّ من المضاعفات المحتملة إثر الإصابة بالفشل الكلويّ؛ إلا أنّ الديلزة الصفاقية تتميز بمجموعة من المميزات، منها ما يأتي:
يجدر اتّباع بعض النصائح والإرشادات عند إجراء الديلزة الصفاقية للحصول على أفضل النتائج وتحسين صحة المصاب العامة من خلال ما يأتي:
قد يعاني الأشخاص الذين يخضعون للغسيل الكلوي من مجموعة من الآثار الجانبية، منها ما يأتي: