إنّ لصلاة العصر أهميةً كبيرةً وأمراً عظيماً؛ فهي الصلاة التي خصّها الله -سبحانه- بالذكر زيادةً في القرآن الكريم، حيث سمّاها بالصلاة الوسطى حين قال: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى)، فالواجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ أن يخصّها بالعناية الكبيرة ويُحافظ عليها، وصحيحٌ أنّ الواجب على المسلم أن يُحافظ على جميع الصلوات الخمس، ويُؤديها بالطهارة والطمأنينة المطلوبة لها؛ إلّا أنّ لصلاة العصر مزيةٌ عظمى؛ في شدّة العقوبة وحجم الإثم المترتب على التهاون فيها، كما أنّ لها مزيةٌ في عظم الأجر المترتب على الحفاظ والاستقامة عليها مع باقي الصلوات.
ورد في بعض أحاديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وعيدٌ شديدٌ لمن ترك صلاة العصر متعمّداً حتى خرج وقتها؛ ولذا فقد ورد عن شيخ الإسلام -رحمه الله- أنّ تفويت صلاة العصر أشدّ وأعظم من تفويت غيرها من الصلوات؛ لأنّها الصلاة الوسطى التي خُصّت بالأمر بالحفاظ عليها، كما أنّها فُرضت على من كان قبل المسلمين فضيّعوها، واختلف العلماء في معنى الوعيد الوارد فيمن ترك صلاة العصر إلى قولين كما يأتي:
يبدأ وقت صلاة العصر عندما يصبح ظلّ كلِّ شيءٍ مثله، وينتهي عند غروب الشمس؛ إلّا أنّ بين هذين الموعدين يوجد وقتاً اختيارياً لصلاة العصر ووقتاً اضطرارياً؛ فأمّا وقت الاختيار؛ فيستمر إلى أن يصبح ظلُّ كلِّ شيءٍ مثليه، وذهب بعض العلماء إلى أنّه يستمر إلى حين اصفرار الشمس، أمّا وقت الاضطرار؛ فيبدأ من اصفرار الشمس إلى حين غروبها، ولا يجوز لمسلمٍ أنّ يُؤخّر الصلاة إلى هذا الوقت إلّا لضرورةٍ.
موسوعة موضوع