انتشرت في الأونة الأخيرة حوادث تسبب يها سوء سلوك بعض الرجال تجاه زوجاتهم وقد أدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الطلاق. ومن الأسباب الرئيسية لذلك هو الفهم الخاطئ من بعض الرجال أن له الحق في ضرب أو اهانة زوجته وليس لها أن تعترض او تبدي غضبها من ذلك بسبب ان الرجال قوامون على النساء. وقد أدي الفهم الخاطئ للرجال لهذه الجملة الى الكثير من المشكلات والنزاعات بين الازواج والتي قد تنتهم في نهاية الامر بالطلاق مع قيام الازواج بتبرير أخطائهم بقول من القران الكريم قال تعالى:{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} على الرغم من عدم فهم المعني الحقيقي للاية الكريمة.
• وقد انتشر في الأونة الأخيرة وجود مشكلة اجتماعية في المجتمع الاسلامي حيث قد ظهر اتجاهين الاول منهم اعتقاد بعض النساء ان لها القوامة في المنزل حيث يكون لها الحق في اتخاذ جميع القرارات دون الرجوع الى الرجل في شئ والثاني منهم هو اعتقاد بعض الرجال ان ليس للمراة حقوق وان من حق الرجل ان يفعل ما يشاء وما للمراة الا ان توافق مرغمة دون ابداء وجه اعتراض. وقد أدت هذه الأفكار والمعتقدات الى خسارة الحياة الاجتماعية وعدم وجود تفهم بين الأزواج مما ادي الى زيادة المنازعات والمشكلات.
• فقد امر الله تعالى ان تتحقق المودة والرحمة بين الأزواج كما في قوله تعالى في سورة الروم { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم 21. كما قد امر الله الأزواج ان يقوموا بمعاملة زوجاتهم بالمعروف كما في قوله تعالىقوله: {وعاشروهن بالمعروف} وقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.
• كما جاء في الحديث الشريف ما يثبت ضرورة وجود الترابط والمودة بين الزوجين وضرورة قيام الطرفين بالتزام المعاملة الحسنة حيث قد قال أبو زيد: يتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله فيهم. وقد قال ابن عباس: إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي لأن الله تعالى يقول: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}. أما عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم-: (استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن المرأة خلقت من ضلع أعوج, لن تستقيم على طريقة فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج) متفق عليه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خياركم خياركم لنسائهم) رواه ابن ماجه. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق)رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع) متفق عليه.
شروط القوامة :
• وقد امر الىسول صلى الله عليه وسلم الزوج بحسن معاملة زوجته نظرا لانه سوف يسال عنها أمام الله سبحانه وتعالى فقد روي عن الرسول حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُزَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهْىَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ”.
• أما عن قوامون فقد فسرها العديد من علماء الدين انها تعني ان الرجل مؤتمن على المراة يقوم بتولى امورها كما يقوم بالعمل على اصلاح حالها من حيث ان يامرها بان تطيع الله وعليه ان يحببها في شعائر الاسلام وعليها هي ان تحافظ على عرضه وعلى ماله كما ان عليهما حسن معاملة الأهل. كما فسر بعض علماء الدين ان معني كلمة قوامون هو ان يكون الرجل مسئول عن زوجته في أن يوفر لها المأكل والملبس والمسكن ويتولى الانفاق عليها ويامرها بطاعة الله سبحانه وتعالى وينهيها عن الذنوب وما قد تفعله ويغضب الله تعالى.
• وقد اشار العلماء ان قوامة الرجل على المرأة لا تعني الديكتاتورية في المعاملة ولا تعني ان يستغل الرجل هذه الاية الكريمة حتي يقوم بفرض شخصيته على زوجته والغاء رأيها أو القيام بالغاء وضعها في الحياة او التقليل من الدور الذي تقوم به المراة سواء في المنزل او في العمل. وقد اشار علماء الدين ان هناك من الرجال من يقوم بضرب زوجته واهانتها والتقليل منها ثم ان قامت بالاعتراض قال لها الرجال قوامون على النساء مع ملاحظة عدم حفظه او معرفته بأي من ايات القران الكريم.
• وقد اشار علماء الدين الى ضرورة تحقق الحب والمودة في الأسرة وعدم قيام الرجل بالتفكير في الغاء دور زوجته في الحياة لأن الأية الكريمة عندما انزلها الله كان معناها ان يلتزم الرجل بالمسئولية عن زوجته وعن أهل بيته ويحببهم في العبادات وينهيهم عن معصية الله تعالى او الوقوع في الخطأ.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.