يُعرف المنافقون بلؤم سرائرهم، وحقدهم على الإسلام، وجبنهم في المواقف، وامتناعهم عن المصارحة والمواجهة، ومع ذلك هم لا يخفون على من أنار الله بصيرته، فالله تعالى أوضح صفاتهم وجلّاها، ويمكن بيان صفات المنافقين فيما يأتي:
ظهر النفاق في المدينة المنورة، وبلغ عدد المنافقين فيها نحو ثلاثمئةٍ وسبعين رجلاً وامرأةً، وقد حاول المنافقون جاهدين زرع الفرقة، والفتنة، والخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم، ولكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المؤيد بالوحي من الله تعالى، استطاع التغلّب على كلّ محاولاتهم، إذ إنّ الله تعالى هيّأ له أسباب القوة، والحكمة، وبُعد النظر، وتجدر الإشارة إلى أنّ المنافقين في المدينة كانوا من بعض الأوس والخزرج الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان، وإمّا من أهل الكتاب الذين تظاهروا بالإسلام، وإمّا من الأعراب الذين سكنوا حول المدينة، وكان من منافقي الأوس والخزرج: عبد الله بن أبي بن سلول، الذي لعب دوراً خطيراً في إثارة الفتن خلال العهد المدني، ونزلت فيه آياتٌ من سورة النور يوم حادثة الإفك، وآياتٌ من سورة الحشر، ومن سورة المنافقون، ومنهم: الحارث بن سويد، وأخوه جلاس بن سويد الذي نزلت فيه آيةٌ من سورة التوبة، وهي قول الله تعالى: (يَحلِفونَ بِاللَّـهِ ما قالوا وَلَقَد قالوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَكَفَروا بَعدَ إِسلامِهِم)، ومنهم أيضاً: بجاد بن عامر، وأبو حبيبة بن الأزعر الذي كان من الذين شاركوا ببناء مسجد الضرار، وأمّا من أحبار اليهود الذين ادّعوا الإسلام، فمنهم: عثمان بن أوفى، ونعمان بن أوفى، وزيد بن اللصيت، وسعد بن حنيف.
موسوعة موضوع