اقتضت حكمة المولى -عزّ وجلّ- أن يرتبط تشريع الأحكام والفرائض بسلوك العبد وقِيَمه، ومن هنا كانت تشريعات الشعائر التعبديّة في الإسلام لها أبعاد ودلالات كبيرة أوسع من حدود أداء الشعيرة، وهذا من كمال التشريع الربانيّ، إذ تسعى العبادات في الإسلام إلى تشكيل حلقة متكاملة من السلوك القويم في حياة العبد والمجتمع، على اعتبار أنّ الدين الإسلاميّ دين عالمي يشمل كلّ مناحي الحياة، فتصبح العبادات بهذا المفهوم طاقة إيمانية تظهر حقيقتها في أخلاق العبد وتعامله مع ذاته ومع الناس من حوله وفق ما يريد الله تعالى، فالصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، وكذلك فريضة الصيام لها أبعادها، وآثارها العظيمة على حياة الفرد والمجتمع، والزكاة تعمل على حماية نفس المُزكّي من الشّح والبخل، وتدفع إلى الإحساس بضعف الآخرين وحاجتهم، وتجعل البركة في الأموال والأرزاق، فما هي الزكاة، وما الحكمة التشريعية من فرضيتها، وكيف يحسب المسلم زكاة ماله؟
لقيمة زكاة المال نصاب محدّد شرعاً، ولوجوب زكاته شروط وأحكام ينبغي على المُزكّي الانتباه لها، وبيان ذلك:
موسوعة موضوع