إنّ العناصر الأساسية التي خُلق منها الإنسان هي: الماء، والتراب، حيث إنّ الله -تعالى- خلق كلّ شيءٍ من الماء، باستثناء الملائكة؛ فقد خلقهم من نورٍ، والجن الذين خلقهم من نارٍ، كما قال الله تعالى: (وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ) وكذلك يدخل التراب في تكوين كلّ إنسانٍ، حيث إنّ النطفة التي يتكوّن منها الجنين مكوّنة من الدم، والدم يتكوّن من الغذاء، والغذاء من النبات، والنبات من التراب، أو أنّه يُمكن القول إنّ الناس خُلقوا من ترابٍ؛ لأنّ أباهم الأول آدم خُلق منه، كما قال الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)، وخُلقت زوجته منه، ثمّ خُلق الناس بالتناسل، فبما أنّ الناس فرعٌ من الأصل، وهو آدم عليه السلام، فهم تبع للأصل، فهم من ترابٍ، وتجدر الإشارة إلى أنّ خلق الإنسان مرّ في مراحلٍ متعددةٍ.
مرّ خلق الله -تعالى- للإنسان بعدّة مراحلٍ، وفيما يأتي بيان كلّ مرحلةٍ منها:
تعتبر مراحل تكوين الإنسان من أعظم آيات الله -تعالى- التي يجب على الإنسان التفكّر فيها ليستدلّ على عظمة الخالق عزّ وجلّ، وقد ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )، وفيما يأتي بيان تلك المراحل
بيّن الله -تعالى- في كتابه العزيز مراحل حياة الإنسان بعد ولادته، وبيان ذلك على النحو الآتي:
موسوعة موضوع