اللغة التركية هى لغة عريقة نشأت منذ القدم و ترجع أقدم النصوص الدالة على وجودها إلى نهايات القرن السابع و بدايات القرن الثامن الميلادى ، و قد ظهرت هذه النصوص على شكل نقوش فوق نصب حجرية و أخشاب و هى معروفة بالحروف الابجدية “الكوك تركية” ، و هى مكتوبة بالخط المسمارى ، بعدها توالت الإكتشافات للنصوص المكتوبة التى توضح تطور اللغة التركية قديماً إلا أن الفروق بين النقوش المكتوبة كانت فروق بسيطة من ناحية الصوت و القواعد ، تعرفوا معنا على بدايات تاريخ اللغة التركية قديماً من خلال المقال التالى على موقعكم تركيا للعرب.
انقسمت اللغة التركية قديماً إلى فرعين رئيسيين هما “الكوك ترك” ، و “الإيغوريين”.
يعتبر مصطلح “الكوك ترك” هو اسم مشترك لكل التجمعات البشرية التى عاشت فى نطاق دولة الترك،
و التى امتدت فى اسيا الوسطى و قد استمرت قترة حكم الكوك ترك من عام 522 م ـ 745 م،
و بعد إنتهاء حكمهم تولت المنطقة دولة الأريغوريين ،
اختلط الكوك ترك مع جيرانهم بالشرق و الغرب و نتيجة لذلك تكونت العديد من العلاقات السياسية و الإقتصادية و التجارية،
مما أدى لدخول المفردات و العناصر الأجنبية على اللغة حينها،
و كانت عبارة عن ألقاب و أسماء و كلمات تخص المناصب الإدارية و لم تترسخ فى اللغة بشكل كامل،
و قد تميزت لغة الكوك ترك بأنها لغة مكتوبة خالصة وواضحة من حيث خصائص النحو و الحصيلة اللغوية،
و قد اكتشفت لغة الكوك ترك ووصلت إلينا عن طريق وثائق كتبت أغلبها فوق ألواح حجرية بمنطقة “أوخون” ، و “ينى سى” و تسمى كتابات “الكوك ترك”،
و تعد أبجدية “الكوك ترك” هى أول أبجدية ظهرت مكتوبة للغة التركية و منقوشة على الأحجار و الأخشاب من اليمين إلى اليسار،
و من أعلى إلى أسفل ، و كانت تتكون من 38 حرفاً ، 4 حروف منها صوتية ، و الباقى حروف صامتة ، و علامات مقاطع صوتية،
و كل حرف من الأربع حروف الصوتية يعبر عن صوتين مختلفين،
و لكن لغة “الكوك ترك” اعتبرت لغة صعبة من ناحية القراءة لأنه كان يصعب التمييز بين بعض الحروف الصوتية.
الأوريغيون هم الذين أنهوا حكم “الكوك ترك” عام 745 م و احتلوا مكانهم عبر منطقة آسيا الوسطى،
و تعتبر معظم النصوص التى كتبت خلال الحقبة من القرن السادس عشر إلى القرن الحادى عشر مكتوبة بالحروف الأوريغورية،
و تعد أبجدية أوريغور هى الأبجدية المستخدمة بعد أبجدية “الكوك ترك” و قبل الأبجدية العربية،
و هى لغة مكتوبة على نطاق واسع و معروفة بكتابة الأوريغور ، و تعتبر لغتهم لغة منفتحة على التأثيرات الثقافية للأقوام الأخرى الذين اختلطوا معهم و اعتنقوا دياناتهم المختلفة مثل البوذية و البرهمية،
و نجدهم قد أخذوا الكثير من الكتابات و المصطلحات الخاصة بهذه الديانات و قاموا بإستخدامها و قد وجدت أيضاً بعض الكلمات المأخوذة من اللغة الصينية،
و لكن اللغة الأوريغورية اعتبرت أيضاً لغة غير صالحة للكتابة على الإطلاق،
بسبب التشابه الكبير بين الحروف الصوتية لها ، فأصبحت لا تعكس الأصوات الموجودة فى اللغة التركية بشكل كامل،
و على الرغم من ذلك فقد ظلت مستخدمة من قبل الأتراك لفترة طويلة و لمدة 400 عام،
و تظهر فى المخطوطات الأوريغورية ، و حتى بعد دخول الإسلام كما كانت بعض المؤلفات الإسلامية مكتوبة بهذه الأبجدية الأوريغورية،
و قد استخدمت بين أتراك الأناضول ، إلا انها مع مرور الوقت فقدت أهميتها بسبب التأثير القوى للحضارة الإسلامية،
و قد لوحظ ظهور مصطلحات و مفردات فارسية و عربية ترجع لإعتناق الأتراك و دخولهم فى الإسلام ، و بالتالى قد ساعد ذلك على إستبدال الأبجدية الأوريغورية بالأبجدية العربية.
و سنتعرف فى مقالات لاحقة على أنواع و أقسام اللغات التركية فى العصور الوسطى ، و العصور الحديثة ، فتابعوا مقالاتنا على موقعكم تركيا للعرب.