أثّر انتشار وباء كورونا المستجد في كل قطاعات الاقتصاد، والسياحة والسفر والفندقة، بل في مناحي الحياة اليومية العادية، لكن هل يجب الحديث، والحال كذلك، عن البيع في زمن الكورونا ؟ في الواقع، إن هذا الحديث بات ضروريًا؛ فطالما أن الأزمة ماضية في طريقها، ولا نعرف متى سيتخلص العالم منها، فلماذا لا نبتكر طرقًا للتعامل معها؟!
إن البيع مهمة شاقة، هذا معطى أوليّ علينا الإيمان والاقتناع به، وهو، من حيث كذلك، يتطلب قدرًا كبيرًا من التأقلم، سواءً مع العملاء على اختلاف أنماط شخصياتهم، و طرق تعاملهم، أو حتى مع السوق وما يعج به من أحداث وأمور ومشكلات.
وبناءً على ذلك، فإن أول ما ينبغي قوله حيال الحديث عن البيع في زمن الكورونا هو أنه من الواجب على رجال المبيعات أن يتأقلموا مع الأزمة، وأن يكونوا هادئين، وألا ينسوا أن الربح ما زال مطلوبًا، وأن أصحاب المال ومالكي الشركات يطلبون الربح، ويرغبون في تحقيق العوائد على استثماراتهم، ومن ثم لا وقت للكسل أو عدم العمل.
حيال هذه الأزمة يتعين عليك أن تعد العدة، حتى وإن كان القطاع الذي تعمل فيه لم يتأثر بالفيروس بعد، فمن الممكن أن تتفاقم الأزمة، وأن تسبب أثارًا اقتصادية وخيمة في الاقتصاد بشكل أكبر وأكثر حدة، ومن ثم فإن الواجب عليك أن تعمل على كسب عملاء جدد، حتى وإن كانت الأمور تسير معك على ما يرام.
إن البحث عن العملاء الجدد هو الضمان الوحيد الذي سيجعل شركتك في أمان، حتى إذا تأثرت بالفيروس فيما بعد. باختصار يجب أن يكون لديك احتياطيًا كبيرًا من العملاء؛ حتى تستطيع من خلاله العبور من الأزمة بسلام.
تستوجب ظروف البيع في زمن الكورونا إعادة النظر في المنتجات التي تقدمها، بل حتى في ميزتها التنافسية، وقيمتها المضافة، وليكن منك على بال أن هذا المنتج أُعد وأُنتج لظروف مغايرة لما هو عليه الحال الآن، ومن ثم يجب عليك أن تعيد موضعة هذه المنتجات من جديد.
ولدى العملاء، الآن في حقبة الكورونا، الكثير من المخاوف بشأن العدوى أو الإصابة بالفيروس، وهو الأمر الذي يحتم عليك أن تجعل ميزتك التنافسية والقيمة المضافة لمنتجك تلبي هذا الاحتياج الجديد.
ويمكن لعملية إعادة الموضعة repositioning أن تجلب الكثير من المنافع والفوائد على المديين المتوسط والبعيد، كما ستمنحك عملاءً دائمين؛ طالما شعروا أنك تضع احتياجاتهم ومخاوفهم موضع اهتمامك ورعايتك.
أحدثت أزمة كورونا الحالية تحولًا جديدًا وجذريًا في العمل، ليس فقط من حيث جعل الكثير من الأعمال تُنجز عن بعد، وإنما من حيث تغير الطريقة التي يتم بها ذلك أصلًا، وإذا كان هذا المعطى الأوليّ فإن على القائمين على البيع في زمن الكورونا أن يبدعوا ويبتكروا في عروض المبيعات التي يقدمونها لعملائهم في الوقت الراهن.
وإذا كنت أعدت موضعة منتجاتك في السوق، فمن الواجب عليك أن تعيد تقديم هذه المنتجات بشكل أكثر إبداعًا من جهة، وأكثر تكيفًا مع الظروف الحالية من جهة أخرى.
لا تتصور أن السماء ستسقط علينا؛ فالأمر، في النهاية، لا يعدو كونه أزمة ككل الأزمات التي مرت على البشرية من قبل، لذلك خذ نفسًا عميقًا، وكن هادئًا، والأهم لا تكف عن البيع، ولا تتوقف عن البحث والتنقيب عن عملاء جدد، فهؤلاء هم الغاية من عملك، وهم ضمانة بقائه، فلا تنسَ ذلك