شهدت الجمهوريّة التّركيّة في العقد الأخير تغيّرات هائلة شملت جميع جوانب الحياة، فتطوّر الاقتصاد فيها وزاد النّاتج المحلي وارتفعت الصّادرات حتّى أصبح يشار إلى تركيا بالبنان كواحدة من أقوى الاقتصاديّات في العالم، فما هي أبرز التّطورات في تركيا ؟ وكيف احتلت تركيا هذه المكانة على خارطة الدّول المتقدّمة؟
هناك جوانب متعددة لتطور الجمهورية التركية والتي أثرت إما سلبياً أو إيجابياً على مسيرتها عالمياً ومحلياً، ومن هذه الجوانب ما يلي:
تطوّرت تركيا سياسياً بشكلٍ كبير حيث أصبح مناخ الحريّة فيها ينافس أفضل الدّول الديمقراطيّة في العالم، فبعد أن تحكّم الجيش في مسار الحياة السّياسيّة ولعقودٍ طويلة استطاعت القوى المدنيّة الوصول إلى السّلطة وانتخاب حكومة ديمقراطيّة، ومنذ عام 2002 استطاع حزب العدالة والتّنمية تشكيل أغلبيّة برلمانيّة سمحت له بتشكيل الحكومة بل واستطاع لاحقًا الفوز برئاسة الجمهوريّة؛ لتكون بيده سلطات تغيير قادة الجيش وتعيين أعضاء المحكمة الدستوريّة العليا.
"أصبحت الجمهورية التّركيّة بحق مثالًا وأنموذجًا يحتذى بها في الديمقراطيّة وتداول السّلطة، وتمكّن الشّعب من اختيار ممثليه بحرّية، ولا شكّ بأنّ هذا المناخ السّياسي الإيجابي مهد للتّطورات والتّغييرات نحو الأفضل في جميع مفاصل الدّولة.
تطوّرت تركيا اقتصادياً بشكلٍ كبير، فعندما كان الدّين الإجمالي على تركيا يشكّل في سنةٍ من السّنين ما نسبته خمسة وثلاثين من النّاتج المحلي الإجمالي فإنّه وبعد عام 2002 استطاعت الحكومة التّركيّة أن تسدّد دينها العام بشكلٍ كامل، بل واستطاعت أن تقرض البنك الدّولي.
بعد أن كان المواطن التّركي يعاني الأمرّين في الحصول على الخدمات الصحّية، ازدادت أعداد المستشفيات والمراكز الصحيّة لتغطي جميع أنحاء الجمهوريّة، وركّزت الحكومة التّركيّة على تحسين نوعيّة التّعليم ودعمه من خلال تخصيص ميزانيّة مستقلة له بلغت ثلاثين مليار دولار.
أصبحت تركيا من أهم المقاصد السّياحيّة في العالم بما توفّره من منتجعات مميّزة وخدمة سياحيّة رائعة.