معلومات عن الراجحي.. 80 عامًا من الإبداع

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن الراجحي.. 80 عامًا من الإبداع

 

 

معلومات عن الراجحي.. 80 عامًا من الإبداع

 

أقوال شهيرة:
1. “إن رأس الإنسان هو كمبيوتر إذا ما استُخدم في التفكير الجاد والعمل الدءوب.. والعمل قنواته مفتوحة أمام الجميع تنتظر ولوجها”.
2. “الخبرة خط، والعلم خط آخر. ويمكن أن يلتقي الخطان معًا، إذا وُجدا معًا؛ فذلك هو النجاح بعينه، فأكثر العباقرة الذين أثروا العلم باختراعاتهم، لم يكونوا من حملة الشهادات العالية. ولا أنصح الشباب بترك العلم، وكذلك ألا تكون الشهادة هي المرجعية، بل قاعدة أساسية يعتمد عليها الشباب”.

سليمان بن عبد العزيز الراجحي؛ قصة كفاح تمتد إلى 80 عامًا في عالم الأعمال ، بدأ من الصفر من خلال عدة أعمال استهلها بحمَّال للرماد، ثم طباخ، ثم قهوجي، ثم صبي صرَّاف، ومنها إلى القمة عندما أنشأ مصرف الراجحي، والذي من خلاله بلغ من الثراء مبلغًا يحسده عليه أقرانه، لاسيما وأنه احتل المركز 91 في لائحة فوربس لأثرياء العالم عام 2005 بثروة بلغت 5.2 مليار ريال، ارتفعت بعد ذلك إلى 8.4 مليارات دولار احتل بها المرتبة السابعة عربيًا.

ولسنا هنا مع شخصية عادية، بل شخصية قيادية مثابرة، مبتكرة،مبدعة، لم يعمل في مجال واحد فقط، بل في مجالات متنوعة، البون بينها شاسع، فأنشأ مصرف الراجحي ليكون من أكبر الشركات المصرفية عربيًا وعالميًا، والشركة الوطنية للدواجن وإنتاج البيض التي تعد من أكبر مزارع الدواجن في العالم، ومشروع تربية الأغنام في الجوف, ومشروع “شركة الروبيان الوطنية” بالليث، وغيرها من المشروعات الكبرى.

طفولته ونشأته :
في البكيرية؛ إحدى محافظات القصيم بالمملكة العربية السعودية، ولد سليمان الراجحي عام 1920 في عائلة فقيرة ، وكان الثالث بين أشقائه. انتقل إلى الرياض؛ ليلتحق بالدراسة، لكن حبه للتجارة كان طاغيًا عليه، فكان همه التعلم المستمر من التجارب الحياتية، فلم يكمل تعليمه كإخوته، بل كان يتغيب عن المدرسة كثيرًا، ولم يكن يرغب في استكمال التعليم؛ لشغفه بعالم التجارة؛ ما جعله يتوقف عن التعليم حتى السنة الثانية الابتدائية.

الحياة العملية :
تنقل الشيخ سليمان الراجحي بين عدة مهن أكسبته معرفة وخبرة جيدة بأحوال السوق؛ إذ عمل حمالًا، وحارس بضائع في السوق، وكان يتتبع الإبل لتجميع ما يسقط منها من أحطاب، كما عمل في البناء.

بدأ حياته العملية في العاشرة من عمره ببيع الكيروسين، فعند مروره بجانب قصر الحكم، لفت انتباهه نساء يفترشن الأرض في زوايا القصر لبيع الزبد، فرأى بحسه الريادي أن يبيع شيئًا مختلفًا من باب الابتكار ، فاستقر تفكيره على بيع الكيروسين.

وفي عام 1943 ، افتتح الراجحي محلًا لبيع السكر والشاي والحلوى، واستمر فيه حتى عام 1945 ، ثم باعه لسداد تكاليف زواجه.وفي العام نفسه انتقل إلى جدة؛ ليبدأ عمله بالقطاع المصرفي مع شقيقه الأكبر صالح الذي كان مسؤولًا حينها عن النشاط التجاري لصرافة أخيه في جده ومكة.

لم يكتفِ الراجحي بذلك، بل دفعه حبه للتجارة وحاجته لزيادة دخله إلى العمل في التجارة في أوقات فراغه؛ فعمل في تجارة الأقفال، والأقمشة، ومواد البناء. وعندما بدأت الأعمال تزداد، والأرباح تتضاعف، قرر استئجار محل صغير لأعمال الصرافة شاركه فيه أخوه لاحقًا ؛ ليكون أول عمل رسمي لسليمان الراجحي؛ إذ كان يبيع ويشتري العملات للحجاج.

مؤسسة سليمان عبد العزيز الراجحي
كانت انطلاقته في عالم الاقتصاد عندما عينه أخوه صالح الراجحي موظفًا معه براتب 1000 ريال، وفي عام 1972، بدأ العمل تحت اسم “مؤسسة عبد العزيز الراجحي ” ، ثم افتتح عددًا كبيرًا من الفروع في جدة وغيرها؛ حيث اقترن نجاحه المصرفي بنجاحه في مجال العقارات الذي حقق فيه نجاحات مبهرة، واكتسب سمعة حسنة.

البداية من لندن
لاشك في أن رحلات الراجحي إلى العديد من بلدان العالم، أكسبته معرفة وخبرة أكبر بالقطاع المصرفي، فكانت بداية المصرف في لندن، حينما أقنع المسؤولين في البنك المركزي البريطاني بالحصول على ترخيص لفتح مكتب خدمات استشارية في عام 1981. وفي العام نفسه، تم طرح فكرة البنك الإسلامي بالتنسيق مع إخوته؛ إذ قدم طلبًا للحكومة فوافقت عليه،ثم تم إقرار نظام البنك عام 1988 ، تفرغ بعدها لأعمال المصرف؛ فبدأ يتوسع في إنشاء فروع في مختلف مناطق ومدن بالمملكة، حتى بلغ خمسمائة فرع.

العمل الخيري
لم تشغل كثرة المشاريع ، الشيخ سليمان الراجحي عن العمل الخيري الذي كان مقتصرًا في البداية على توزيع الأموال على المحتاجين، حتى واتته فكرة إنشاء جهة خاصة بالأعمال الخيرية والدعوية.، فكان إنشاء لجنة للعمل الخيري تابعة للشيخ وإخوته لفترة من الزمن، حتى تغير مسمى المكتب إلى ” مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية” ، والتي تركزت جهودها على دعم المؤسسات غير الربحية المسجلة في المملكة في المجالات التعليمية، و الاجتماعية، والصحية والدعوية، والإعلامية، وبناء المساجد .

صفات ريادية:
تمتع الراجحي بصفات ريادية كانت هي طريقه للنجاح، وهي صفات دل عليها أقواله:

1. القدوة الحسنة:
كان لديّ برنامج عمل لم أغيره قط ، سواء في الصرافة أو غيرها من المجالات الأخرى
وهو أنني أول من يأتي إلى مكان العمل وآخر من يخرج منه.
2. الرقابة والقيادة الذكية:
أتابع عملي بنفسي وأراقب كل شيء بنفسي. لذلك، أعيب على رجال الأعمال، سفرهم وبعدهم عن مواقع عملهم وتركها للأجانب فإذا كان لابد من السفر، فلا مانع من أن يكون يومًا أو يومين أو أسبوعًا على الأكثر.
3. الابتكار:
وهو ابن التاسعة عشر رأى نساء يبعن الزبد في زوايا القصر، فبحث عن شئ آخر يبيعه ، فاستقر تفكيره على بيع الكيروسين الذي حقق منه مبيعات معقولة.
4. الإصرار وحب العمل
يقول:” وزعت مهامي على أولادي، وبعد أن كنت صاحب العمل صرت مُسوقًا أجلب لأولادي الزبائن”.
و”كنت أشارك بفكري في كل صغيرة وكبيرة في عملي ”

لم يكمل تعليمه إلا أنه نجح في إدارة موظفيه، والذين يحمل معظمهم شهادات وخبرات اقتصادية كبيرة.

“مصرف الراجحي” أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم تأسس عام 1957م، ويدير اليوم أصولاً بقيمة 124 مليار ريال سعودي (33 مليار دولار)، ويبلغ رأس ماله 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار)، ويعمل فيه أكثر من 8 آلاف موظف.

وقد شهد عام 1978م دمج مختلف المؤسسات التي تحمل اسم “الراجحي” تحت مظلة واحدة هي “شركة الراجحي المصرفية للتجارة”،
وتم في نفس العام 1978م تحويل المصرف إلى شركة مساهمة سعودية قابضة

وقد حصل المصرف في الربع الأول من العام الماضي على عدة جوائز من مجلة “يورموني” و”بانكرز” الآسيوية لإنجازاته في مجال مصرفية الأفراد والشركات، بما فيها أفضل تمويل لعدة مشاريع في مجال الطاقة والبنية التحتية والإنشاءات والاتصالات وفقاً لمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية ، كما نال المصرف “جائزة الشيخ سالم الصباح” لأفضل موقع لمصرف تجاري في العالم العربي.

المسؤولية الاجتماعية
يلعب المصرف دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية بالمملكة:
1. وقع اتفاقية مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإعداد برامج تدريبية وتطويرية للشباب ، تتيح لهم فرص العمل في المجال المصرفي.
2. يتعاون مع الجامعات النسوية في إعداد دبلومات في مجالات مختلفة، بتدريب المرأة على إقامة مشاريع تجارية صغيرة.
3. في مجال الرعاية الصحية تبرع المصرف بـ 600 جهاز للمرضى المحتاجين لصالح “جمعية أصدقاء المرضى”.
4. ساهم في توفير السكن والأثاث لـ “جمعية أصدقاء المرضى” ضمن مشروع بلغت تكاليفه 4 ملايين ريال
5. وقع اتفاقية مع “مدينة الملك فهد الطبية” بقيمة 500 ألف ريال سنوياً لعلاج 600 مريض ممن يسافرون إلى مراكز أخرى لتلقي العلاج.
6. نظّم برامج تعليمية لمنع حدوث العمى بسبب مرض السكري، ضمن مشروع بلغت قيمته 4 ملايين ريال.
7. جهز عيادة لمكافحة التدخين بمنطقة الإحساء.
8. تولى مصاريف التشغيل لمدة 3 سنوات، في مشروع بلغت قيمته 4.5 مليون ريال.
9. في مجال الإسكان تعاون المصرف مع “مشروع الأمير سلمان السكني”، بدفع قيمة 20 وحدة سكنية بين منطقة الخرج والمزاحمية بتكلفة 6 ملايين ريال
10. طوّر بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، صندوقاً استثمارياً مخصصاً للأيتام، لاستثمار أموالهم .

صروح عملاقة
1. شركة الروبيان الوطنية” :
حصلت على المركز الـ25 ضمن “أسرع 100 شركة سعودية نمواً” من خلال مشاركتها في “المنتدى الدولي للتنافسية” والذي أقيم بالرياض في مطلع العام الجاري.
2. مشروع “دواجن الوطنية” :
يقع بمنطقة القصيم ، وهو الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشاريع العملاقة عالميًا في إنتاج الدواجن والمواد الغذائية .حصلت الشركة على شهادتي ISO 9001)) و (ISO 9002) من “هيئة المواصفات العالمية” كأول شركة دواجن تحصل على هذه الشهادة، ثم طورتها إلى شهادة ( Iso 9001-2000 ) ، كما حصلت كذلك على شهادتي الهاسب (HACCP) و شهادة سلامة الأغذية (SQF) كأول شركة في الخليج والشرق الأوسط تنال هذه الشهادات العالمية.

إقامة “جامعة البكيرية” التي رصد لها نصف مليار ريال كدفعة أولية، بعد صدور المرسوم الملكي الذي يسمح بإنشائها.

وفي هذا الاطار أكد سليمان الراجحي أنه لم ينشئ الجامعة من أجل الربح، بل هي بشكل رئيس خدمة للوطن وأبنائه، وستكون للطالب الفقير بالمجان على أن يأتي عن طريق الجمعية الخيرية، أما ذوي الدخل المحدود فستكون دفعاتهم حسب ما يستطيعون، ما يسهل على الجميع الالتحاق بالتعليم العالي.

وذكر الشيخ سليمان الراجحي أنه سيؤهل الجامعة بأحدث مؤهلات الجامعات العالمية من جميع الإمكانيات، وسيجلب لها طاقم تدريس متفوق عالمياً لتصبح صرحاً يتحدث عنه القاصي والداني، وليرفع نسبة التعليم لدى أبناء الوطن إلى مستويات عالية.

مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية”
تلعب “مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية” دوراً كبيراً في مجال العمل الخيري، فقد قدمت تبرعات بخمسة ملايين ريال للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض،وقدمت المؤسسة دعمًا بلغ 17 مليون ريال لجمعيات التحفيظ في مختلف مناطق المملكة .

مكتبة سليمان الراجحي الخيرية
تعد أهم مكتبة متطورة على مستوى منطقة القصيم، وتتميّز بخدماتها الراقية، يبلغ عدد زوارها نحو مائة زائر في اليوم الواحد.

وأما بالنسبة للمستفيدين فقد بلغ أعداد الذين أنهوا رسائل الماجستير والدكتوراه داخل المكتبة، منذ افتتاحها وحتى اليوم، قرابة الثلاثين شخصاً، وسر هذا الإقبال من الباحثين على هذه المكتبة بالذات أنها قد وضعت غرفاً مخصصة لهم، وذلك لمن يحبذون الهدوء التام، وتم تقسيم كل غرفة منها إلى خمس كبائن لا تستوعب سوى خمسة باحثين فقط.

 

شارك المقالة:
110 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook