حتى عام 1998، حين زارتها بعثة بريطانية بالتعاون مع الحكومة المصرية، لم يكن تاريخ جزيرة نيلسون معروفًا بشكل كبير. البعثة اكتشفت تراثًا حضاريًا متنوعًا مذهلًا عرفته الجزيرة على مدار تاريخها، شواهد لآثار تعود للحضارة المصرية القديمة، وكذلك العصور الرومانية والهيلينية والبيزنطية، إلى جانب أكثر من 200 قطعة أثرية تعود للقدماء الذين سكنوا الجزيرة في الماضي.
والقدماء الذين سكنوا الجزيرة لا ينتمون لعصرًا واحدًا كما أسلفنا، وكما توضح القطع الأثرية المكتشفة، فبعضها يعود إلى المصريين القدماء، وتحديدًا الأسرة الـ 26، وبعضها ينتمي للعصر البطلمي، وبقايا قلعة قديمة تعود للعصور الهيلينية، في القرن الرابع قبل الميلاد، وكذلك بقايا حصن قديم وصهريج مياه ضخم تغطي شبكته الجزيرة كاملة، يعودان للقرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، ومن العصر الحديث توجد مقابر إنجليزية تعود لفترة الاحتلال البريطاني لمصر، وقتلى انجلترا في معركة 1798.
هذا التناغم الحضاري الذي تشهده جزيرة نيلسون يجعلها واحدة من أهم المعالم السياحية في الاسكندرية ونصيحتي لك: لا تفوت زيارتها والاستمتاع بآثار الحضارات المختلفة وسط مياه بحر اسكندرية الساحر إذا كنت تخطط للقيام برحلة إلى عروس البحر المتوسط. كذلك لا تفوت فرصة زيارة مكتبة الاسكندرية التي نُقل إليها العديد من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في جزيرة نيلسون للحفاظ عليها.
يمكنك الوصول إلى جزيرة نيلسون بطريقتين؛ فإما أن تستقل قاربًا بخاريًا من ميناء أبو قير بالاسكندرية، ومنه إلى الجزيرة مباشرة.
أو الطريقة الثانية باستخدام القطار، حيث يمكنك الوصول إلى أبو قير باستخدام القطار، ثم استقلال توك توك صغير أو حنطور حتى منطقة المعبد. ومن المعبد يمكنك الحصول على مركب وصولاً إلى جزيرة نيلسون وتستغرق تلك الرحلة حوالي 40 دقيقة وصولاً إلى الجزيرة.
وتستغرق الرحلة بداية من الساحل وحتى الجزيرة حوالي 45 إلى 50 دقيقة، وتوجد 9 لانشات تعمل بكامل طاقتها لحمل الزائرين إليها يوميًا، بمقابل 50 جنيهًا للفرد الواحد.