عُرف الصابون على مر العصور، فقد صنعه الرومان، والفينيقيون، وشعب الكلت، حيث استخدموا دهن الماعز ورماد الخشب في صنعه. واستخدموه في تطهير الجلد، وعلاج القروح، وصبغ الشعر، وفي الامبراطورية الرومانية اسْتُخدم الصابون دواءً في المقام الأول، ولم تذكُر المصادر استخدامه كمُنظّفٍ حتى القرن الثاني، وبعدها صار الصابون شائعاً في بعض الدول الأوروبية؛ كفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، إلى أن وصل استخدامه إلى بقية الدول الأوروبية في أواخر القرن السابع عشر.
كان الصابون سلعةً فاخرةً في إنجلترا، وذلك بسبب فرض الضرائب الباهظة على صانعيه، ولم يُستعمل بشكلٍ واسعٍ إلا بعد إلغاء الضريبة عام 1853م. وفي عام 1790م تطورت صناعة الصابون على يد الفرنسي نيكولاس ليبلانك، وذلك باستخدامه الصودا الحارقة والتي تُعرف بمادة هيدروكسيد الصوديوم، لتحل محل الرماد الخشبي في عملية صنع الصابون. كما وضع الكيميائي الفرنسي يوجين ميشال شيفرول عملية التصبُّن - وهي عملية تشكل الصابون- ضمن أطر كيميائية ذات شروط محددّة، وذلك في عام 1823م. وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت صناعة الصابون تتم بعمليات صناعية منظمة، على الرغم من استمرار الناس في المناطق الريفية في صناعة الصابون في منازلهم.
صناعة الصابون من العلوم الدقيقة، فإذا لم يكن هناك المقدار الصحيح من الزيوت لمزجها مع المكونات الأُخرى، سيواجه الفرد صعوبة في صناعتها، ففي حالة تم إضافة زيت أكثر من اللازم، سيتشكل صابون ناعم ويمكن أن يكون دهنيّاً أيضاً، أما إذا نقُصَ مقدار الزيت في المكونات، فسينتج صابون قاسٍ على البشرة.وفيما يأتي طريقة صنع الصابون السائل:
قد يبدو المزيج شفافاً في المرحلة الأخيرة لصناعة الصابون، وهنا يُمكن اختباره بإضافة أوقيةٍ واحدةٍ من معجون الصابون إلى أوقيتين من الماء المغلي، ويُحرّك إلى أن يذوب، ثُمّ يُترك لدقائق، ويَجهَزُ المزيج عندما يكون صافياً، أما إذا احتوى المزيج على رغوةٍ فيجب غليه لمدة 30 دقيقة، وبعدها يتم الانتقال إلى الخطوة التالية بغلي 40 أوقيةً من الماء المُفلتر في وعاءٍ كبير مع وضع الغطاء عليه، ويُضاف المزيج كله إلى الماء المغلي، وقد نحتاج في هذه الخطوة إلى هرّاسة البطاطا، حتى يتم دمج جميع المكونات ببعضها، ويتم إغلاق النار ويُترك المزيج، وبعد ذلك يتم إضافة مادة البوراكس في الماء المغلي، ومن ثمَّ يُضاف إلى مزيج الصابون، وفي النهاية يمكن إضافة الزيوت العطرية أو ملون الصابون السائل.
إنَّ الصابون متوفر بكثرة وبأنواع متعددة في المحلات التجارية، لكن هناك أسباب تجعل الفرد يصنع صابونه الخاص بنفسه، ومنها ما يأتي