مدينة “غازى عنتاب” هى سادس المدن التركية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها حوالى 7,194 كيلومتر مربع ، و تقع المدينة فى جنوب غرب الجمهورية التركية على حدود الجمهورية السورية من جهة مدينة حلب حيث تبعد عنها حوالى 96 كيلو متر ات فقط ، كانت “غازى عنتاب” قديماً من ضمن المدن السورية حتى تم ضمها لتركيا عام 1920 م ، و هى مدينة هادئة بها بعض المناطق الشعبية و لكنها ليست مزدحمة بالسكان ، تعرفوا معنا على معلومات عن مدينة “غازى عنتاب” و أهم معالمها السياحية من المقال التالى.
كانت فى الأصل تسمى عنتاب و معناها “أرض الملوك” بلغة الحيثيين أو “الربيع” باللغة الفارسية و تم إضافة كلمة غازى قبل عنتاب من قبل البرلمان التركى عام 1921.
تعود أصول المدينة للحيثيين الذين أسسوا الإمبراطورية الحيثية فى الأناضول عام 1600 ق.م ، ثم تعاقبت على المدينة الحضارات مثل البابلية و الأشورية و الأرمن و الساسانيين حتى جاء العرب و معهم الإسلام عام 638 م ، ثم انتقل حكمها للعباسيين عام 750 ، ثم الطولونيين و الإخشيديين فالحمدانيين حتى أصبحت ولاية بيزنطية عام 962 م ، استعاد الأتراك المدينة عام 1760 م ، و لكنها لم تدم معهم فقد احتلها الصليبيين عام 1890 م ، و قد شهدت المدينة معركة قديمة بين القوات الصليبية و “نور الدين زنكى” و قد حقق زنكى القائد الشهير نصراً كبيراً على الصليبيين حينها و بدأ عصر جديد للأيوبين فى المدينة ثم المماليك حتى استطاع العثمانيين دخولها بعد معركة مرج دابق عام 1516 م فى عهد السلطان سليم الأول و ظلت المدينة تحت السيطرة العثمانية حتى عام 1924 و قيام الدولة التركية الحديثة.
خلال الحكم العثمانى نجد تواجد أقليات أخرى من السكان بالمدينة مثل المسيحيين الأرمن حيث تجمعوا فى المدينة بأعداد كبيرة و لهذا نجد العديد من الكنائس و القصور الأرمينية ، كذلك استطاع الفرنسيين محاصرة المدينة عام 1920 م و كان الهدف من ذلك دمج الأراضى التركية مع أراضيها فى سوريا و لبنان ، و لكن استمرت المقاومة من أبناء المدينة ، حتى تم الإستقلال بها و ضمها للأراضى التركية مرة أخرى و إضافة اسم “غازى” قبل عنتاب ؛ تكريماً لجهود أبنائها البواسل فى الدفاع و المقاومة ضد المحتلين.
يعمل سكان المدينة فى الزراعة و الصناعة فهى مدينة زراعية حيث تشتهر بزراعة العديد من المحاصيل مثل الزيتون ، و الفستق الذى يسمى الفستق العنتبلى و يعد من أجود و أغلى أنواع الفستق فى العالم ،
أما الصناعة فهى تشكل نشاط هام فى تركيا فالصناعة فى المدينة تمثل 6% من الصناعة التركية ، حيث تشتهر المدينة بوجود مصانع كبيرة لإنتاج السجاد و الملابس و التى توفر فرص عمل جيدة للأتراك و العرب الذين يشكلون عدد كبير فى المدينة و أكثرهم من السوريين و العراقيين لقرب الحدود مع المدينة.
و من الجدير بالذكر أن المدينة تشهد مؤخراً توتر فى العلاقات بين سكانها الأصليين من الأتراك و بين الجاليات الأجنبية المتواجدة بالمدينة ، فقد شهدت المدينة العديد من الصراعات الفردية بين عرب و أتراك فى الآونة الاخيرة ، مما جعل سكانها يتحفظون فى التعامل مع العرب و الغرباء بشكل عام، و لكنها تعد صراعات فردية لا تشكل خطرً على المجتمع القائم فى المدينة الذى أساسه التعاون و المودة بين المسلمين من جميع الجنسيات.
تشتهر المدينة أيضاً بالكافيهات و المطاعم التى تقدم المأكولات التركية الشهيرة مثل:
الكباب العنتبلى و اللحم بعجين الذى تتميز المدينة بصنعه.
يوجد بمدينة غازى عنتاب العديد من الآثار القديمة للعديد من العصور التاريخية مثل البيزنطية و العباسية و السلاجقة و كذلك الرومانية ، و لهذا نجد بها زخم فى المعالم التاريخية و الأثرية فنجد:
و هى مدينة أثرية اتخذها الرومان عاصمة لهم و هى تقع على أحد روافد نهر الفرات و يوجد بها متحف للفسيفساء به العديد من اللوحات البيزنطية و الرومانية.
تعود القلعة القديمة للعصر البرونزى و تشبه إلى حد كبير قلعة حلب السورية.
بناها المبشرون الفرنسيون فى عهد نابليون الثالث عام 1860 م.
مجموعة كبيرة من المساجد التاريخية مختلفة التصاميم بحسب الحقبة التى بنيت خلالها مثل:
مسجد البويجى،
مسجد الشروانى،
مسجد العمرية،
مسجد الرسام.
متاحف أثرية:
يوجد بالمدينة العديد من المتاحف مثل:
متحف العصر الحجرى و النحاسى،
متحف الآثار الذى يحوى آثار عريقة لعصور مختلفة،
متحف “ياسمك” المفتوح،
متحف “الأنثرغرافيا”،
متحف “الطعام”.
حديقة حيوانات “غازى عنتاب”:
تعد حديقة حيوانات “غازى عنتاب” ثالث أكبر حديقة حيوانات فى العالم ، و تتميز بأشجارها الضخمة الممتدة على مساحة شاسعة،
و تضم عدد هائل من الحيوانات حوالى 300 نوع حيوان أليف و مفترس.
تضم مدينة “غازى عنتاب” جامعتين أحداهما جامعة حكومية و الأخرى جامعة خاصة،
تضم الجامعتين العديد من التخصصات العلمية و الأدبية و أشهرها:
تخصصات الهندسة التى تشتهر بجودة التعليم فيها على مستوى تركيا كلها و تقبل من مجموع 80% فى شهادة الثانوية العامة أو البكالوريا ، أما تخصص الطب يعد تخصص يتميز بالجودة و لكنه يصعب قبول الطلاب فيه إذ انه يتطلب مجموع 90 %.