مجموعة من الدول والمدن والقرى، تتعرض لظواهر طبيعية فلا تستطيع أن ترى ضوء الشمس لأشهرٍ، والبعض منها لا يراها بسبب موقعهم الجغرافي، ولكنهم استطعوا إلى حدٍ ما التغلب على هذه الظاهرة، وبالتأكيد مع تنوع الأسباب، الشيء الثابت أنك ستقضي تجربة سياحية مختلفة.
عشرة أشهر على جزيرة مائية دون الحصول على أشعة الشمس، لا ليس مشهد من أفلام الخيل العلمي، بل هو طبيعة الحياة في جزيرة جرين لاند، أكبر جزر العالم التي تقع في منطقتي المحيط الأطلنطي والقطب الشمالية.
لا ترى جزيرة جرين لاند الشمس سوى أيامٍ محدودة في الفترة من شهر مايو وحتى نهاية شهر يونيو، نتيجة ظاهرة طبيعية يُطلق عليها ظاهرة شمس منتصف الليل، تلك الظاهرة التي تجعل الشمس لا تشرق على هذه الجزيرة سوى بتلك الفترة.
أنت في قرية مبنية تحت أودية ضخم لا ترى الشمس ألا في الفترة من 15 نوفمبر حتى نهاية شهر فبراير، باقي الأيام يعيش سكنها بالظلام، كانت هذه هي الحياة في تجربة السفر إلى قرية فيجانيلا إحدى قرى إيطاليا قبل عام 2006.
فبعد عام 2006 قام أهالي المنطقة بالتفكير في حل للتغلب على مشكلة موقعهم الجغرافي، حتى نجحوا في التوصل إلى حل، يكمن في وضع مرايا ضخمة على كل الأودية المحيطة بهم، بحيث تعكس أشعة الشمس إلى أسفل.
بعد أعوامٍ طويلة جدًا من الظلام امتدت حتى عام 2013، لم يكن يعرف أهل قرية رجاكون الواقعة في النرويج، شكل الحياة الطبيعية المنقسمة إلى الليل والنهار، فقد كانت الشمس تغيب فترات كثيرة جدًا.
لم يعرفوا معنى نور الشمس إلا في عام 2013، فقبله كانوا يعتدون على غيابها في الفترة من شهر سبتمبر وحتى شهر مارس أي لفترة 7 أشهر متتالية، إلا أنهم حذوا حذو القرى الإيطالية واستخدموا المرايا الشاهقة.
تخيل أن تذهب إلى الشاطئ لتستجم وتدفئ نفسك بأشعة الشمس، تنتظر أن تشاهد الغروب، ولكنك لا تستطيع فأنت لن تجد سوى الليل، بل وسترى جميع المحيطين بك يمارسون الأنشطة وكأن ليس هناك فارق، فتجد الصيدين ممسكين بشباكهم يصطادون ألذ الأسماك.
هذا هو شكل الحياة في مدينة مورمانسك، التي تتعرض إلى ظاهرة الليل القطبي، حيث تتوقف الشمس عن الظهور بها لقرابة الشهر ونصف، بدءً من يوم 2 ديسمبر وحتى يوم 11 يناير، ولكنهم خلال تلك الفترة يعيشون على الأضواء الصناعية في محاولة تعويض غياب الشمس.
مدينة أوميو بالسويد حيث لا شيء سوى الظلام القاتم والبرودة القاسية طوال فترات الشتاء، إلا أنهم يحاولون تعويض ذلك بتعريض المواطنين للأشعة فوق البنفسيجية، حتى يتمتعوا بفوائد الشمس الغائبة، وذلك عن طريق 30 محطة مشيدين لهذا الغرض فقط.
من المؤكد أن تجربة السياحة في المناطق التي لا ترى الشمس تجربة شديدة الاختلاف، والبعض تجاوز فضولهم خوضها ودفعهم إلى محاولة العيش بها، وإليكم آراء مجموعة منهم، وفقًا لما قالوه لموقع BBC News.
قال بورن سميستاد، الذي عاش في دائرة القطب الشمالي بالنرويج، لمدة 5 سنوات أنها تجربة مختلفة وغريبة، فالبعض ينتقل ظلام المكان لداخله فيتمكن منه الاكتئاب، والبعض يستمر في العيش كأن كل شيء على ما يُرام.
ويضيف فرود ساند، الذي يعيش في نفس الموقع، أن الصعوبة لا تكمن فقط في عدم رؤية الشمس لوقتٍ طويل، بل يزيد من هذه الصعوبة الأحوال الحوية السيئة، حيث البرودة الشديدة، وكميات الثلج الكثيرة جدًا.
في حين رأى الآخرون أنها تجربة جميلة جدًا منهم باندي، التي زارت السويد، وشهدت ظاهرة الشفق القطبي الشمالي، وتعتقد أن أضواء هذه الظاهرة مصدر للسعادة، فهو بمثابة عرض متراقص متعدد الألوان، حيث تمتزج الألوان الخضراء مع الحمراء والأرجوانية، فتشكل لوحة طبيعية خلابة.
بعد أن قراءت آراء مختلف الزوار والسكان، هل تحب أن تكون أحد خائضي هذه التجربة، حيث سترى الليل ولا شيء سوى الليل في مناطق لا تشرق بها الشمس أبدًا ؟!