الخاطرة هي شلاّل الشعور الدافئ، ليست نظماً بارداً، بل هي ساخنة، صادقة، مجرّدة من التكلّف، وهي نثرٌ في الشكل، وشعر في الجوهر، غير محدّدة بوزنٍ موسيقي أو قافية، وهي فنّ أدبي متشابهة في مضمونها وأسلوب كتابتها مع القصّة القصيرة، والقصيدة النثريّة، والرسالة.
الخاطرة المميّزة تحتاج في كتابتها إلى موهبةٍ عالية التركيز تترجم فيها الأحاسيس بإبداع حسّي، ومعانٍ عاطفية عميقة تعبّر عمّا يجول في خاطرنا، ليبقى الإبداع أمنيةً يسعى إليها الجميع. فيقول الدكتور عزّ الدين إسماعيل في كتابه (الأدب وفنونه) عن فن الخاطرة: "وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء، وقوة الملاحظة، ويقظة الوجدان".
من شروط نجاح كتابة الخاطرة، هو التميّز، ولا يكون التميّز موجوداً إلاّ بالوضوح والإثارة والدهشة، فكم من خواطرَ كُتبت بأقلامٍ عدّة، إلاّ أنّها سقطت من الذاكرة لأنها لم تبلغ التميّز.