القرآن في اللغة مصدر الفعل قرأ، وفي الاصطلاح هو كلام الله -تعالى- الذي أنزله بواسطة جبريل -عليه الصلاة والسلام- إلى نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مصدر التشريع الإسلامي الأوّل، وعدد سوره 114 سورة، مُقسّم إلى ثلاثين جزءاً، وهو الكتاب المحفوظ بالصدور، والمكتوب في المصاحف، وقد أنزل الله -تبارك وتعالى- القرآن الكريم ليكون سبيلاً لهداية الناس، وإخراجم من الظلمات إلى النور، وقد جاء في القرآن دعوة الله -تعالى- للإيمان به، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فضلاً عن بيان أسمائه وصفاته ومخلوقاته، وقد دعت الآيات الكريمة إلى التفكّر في خلق الله -تعالى- في السماوات والأرض، وإنّ القرآن هو الكتاب الذي ختم الله -تعالى- به الرسالات السماوية، ومعنى ذلك أنّه جاء مصدّقاً بما قبله ومهيمناً عليه، ومن كفر به عوقب.
اتُّفق على استحباب طلب الاستماع للقرآن الكريم من القارئ الذي يُجيد التلاوة صاحب الصوت الحسن، فهذا من شأنه أن يساعد على فهم آيات القرآن الكريم وتدبّر معانيه، وقد كان ذلك من عادة سلف أمة القرآن، ويُقصد بالاستماع للقرآن إلقاء السمع للآيات، وحضور القلب، وتدبّر ما يسمع له، وفي الحديث عن ذلك يجدر بيان أنّ للاستماع للقرآن الكريم فوائد عدة، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:
يجدر بالذكر أنّ الله -سبحانه- قد ذكر في القرآن الكريم أخبار السابقين والآخرين، وفصّل في كتابه الحلال والحرام، وسيرة الصالحين والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبيّن وصف الجنة ونعيمها، ووصف النار وعذابها، وكذلك جاء في القرآن تفاصيل يوم الدين وما بعد الموت من بعثٍ، ونشورٍ، وحسابٍ، ووصفٍ للحوض، والصراط، والميزان، وقد وعد الله -تعالى- قارئ القرآن العامل بما جاء فيه بألّا يضلّ في حياته الدنيا ولا يشقى في آخرته، وفي الحديث عن قراءة القرآن تجدر الإشارة إلى أنّ هجر القرآن يكون بهجر التلاوة أو التدبّر أو كليهما معاً؛ فأمّا هجر التلاوة فهو عدم قراءة القرآن الكريم، وأمّا هجر تدبّره فيعني أنّ المسلم يقرأ القرآن وقلبه لاهٍ عن تدبّر معانيه وفهم آياته، وهذا هاجرٌ للتدبّر دون التلاوة؛ فله أجر التلاوة دون أجر التدبّر.
إنّ خصائص القرآن الكريم كثيرة، ويمكن بيان بعض منها فيما يأتي:
توجد مجموعةٌ من الآداب التي ينبغي على تالي القرآن الكريم أن يُراعيها، ومن هذه الآداب نذكر ما يأتي:
موسوعة موضوع