مواقع المراقبة إبان العصر الحجري القديم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مواقع المراقبة إبان العصر الحجري القديم في المملكة العربية السعودية

مواقع المراقبة إبان العصر الحجري القديم في المملكة العربية السعودية.

 
يقع على ارتفاع 25 - 30م فوق سطح السهل الصحراوي في مواقع صفاقة بمحافظة الدوادمي، سلسلة من المصاطب المتدرجة وقد انتشرت عليها أدوات العصر الآشولي الأوسط، التي يتكون معظمها من النويات والرقائق الحجرية، إضافة إلى الأدوات المصقولة. وعلى بُعد 400م شرقًا كان موقع الشلال الثاني الذي تحده المصاطب الحصباوية المتدرجة الضيقة والمرتفعة من 20 - 25م عن مستوى السهل. ويوجد عليها غطاء من أدوات العصر الآشولي، وهي في الغالب أدوات ورش عمل (تصنيع الأدوات الحجرية وإنتاجها)، ولكنها تحتوي على أدوات مشحوذة. ولقد شكل موقعا المصطبتين مكانًا ملائمًا لمراقبة الحيوانات خلال العصر الآشولي في حال ورودها البحيرة وصدورها عنها  .  وعليه يُظن أن الإنسان كان يتتبع الحيوانات في أمكنة وجودها، وأمكنة ورودها الماء، وعبر طُرق صدورها عنه؛ ولذا كان عليه أن يختار الأمكنة المناسبة لأداء تلك الوظائف بكفاءة جيدة.
 

وظائف الأدوات

 
صنع الإنسان أدواته لتؤدي حاجاته اليومية؛ فصنع أدوات الجزارة وتقطيع اللحوم، وفصل العظام، وكشط الجلود، وجمع النباتات، وتحضيرها، وصناعة الأدوات الحجرية، وتصنيع الأخشاب. كما صنع أدوات استخدمها في صناعة الأواني، وأدوات لاستخلاص الأطعمة النباتية، وذبح الصيد، وتجهيز الجلد، وفلق وتجهيز العظم، وكشط الخشب 
وصنع الإنسان كذلك الأدوات الكبيرة - غالبًا - من نويات حجرية على الرغم من أن الفؤوس والسواطير رقائق كبيرة مضروبة من جوانبها  .  وكان النقر بالمطرقة هو المستعمل للأدوات الكبيرة مع بعض الصقل بمطرقة للمعدات الصغيرة 
وقد استخدم الإنسان خلال هذه الفترة أحجارًا متنوعة في صناعاته الحجرية من أهمها: الأنديسيت، والبازلت الأخضر، والكوارتزيت  . 
 

النشاط الاقتصادي لإنسان العصر الحجري القديم

 
يتبين من خلال دراسة تقنية صناعة الأدوات الحجرية التي عثر عليها في موقعي صفاقة المسجلين بالرقمين 206 / 68 و 206 / 76 بعض من ملامح اقتصاديات ذلك الإنسان؛ فهناك أدوات استخدمت في كِسر العظام الكبيرة والصلبة، لفصلها عن بقية أجزاء الحيوان، أو لاستخراج ما يوجد فيها من مخ. ويتضح أن الإنسان صنع أدوات لمعالجة الجلود التي تشكل مادة صناعة مهمة لإنسان ذلك العهد؛ فهي مصدر الخفوف التي كان يرتديها أثناء تجوله في الأراضي التي ربما كانت مليئة بالحشرات والزواحف إلى جانب حاجته إلى هذه الخفوف لتجنب الصخور والأشواك والأعواد، كما أنها تشكل مادة لصناعة بعض المصنوعات الجلدية التي اتخذها الإنسان ملابس ليتقي بها برودة الجو أو حرارة الشمس، وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت الجلود مصادر صناعة الخيوط والحبال التي كان الإنسان يربط بها ما يحمله من مستلزمات يسيرة مثل الأسلحة وأدوات الصيد، وربما استخدمها لربط ما يقتات عليه خلال رحلة صيده. وتجدر الإشارة إلى أن إنسان ذلك العصر قد مارس- استدلالاً من عدد المخارز الهائل-خياطة أرديته وحاجاته الجلدية.
 
وكانت صناعة الأدوات من أميز الأنشطة التي كان يمارسها إنسان العصر الحجري القديم، وبخاصة في الموقع رقم 206 / 76 حيث وجد عدد من الأدوات الحجرية التي كانت تستخدم في صناعة الأواني الحجرية بالإضافة إلى الكثير من الشظايا ومخلفات التصنيع  
 
ويلاحظ من الدراسات التي أُجريت في مواقع العصر الحجري القديم بمنطقة الرياض أن الإنسان وجد في المنطقة خلال العصر الحجري القديم في مواطن كثيرة ترك فيها آلاف الأدوات الحجرية التي لوحظ عليها التنوع الكبير والتحول في تقنيتها من تقنية إلى أخرى، في سبيل التطوير والتنوع، عاكسة فترات العصر الحجري القديم التي مرت بها المنطقة بدءًا من العصر الحجري القديم الأوسط خلال فترة الثقافة الآشولية، واستمرارًا حتى مطلع العصر الحجري الحديث. ويلاحظ التنوع في المواقع؛ فمنها ما خصص للحصول على المواد الخام، وبعضها خصص لصناعة أدواته اليومية، ومنها ما كان للاستقرار المؤقت
 
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook