الأولى: فترة ما بعد بذره قبل أن ينبت، إذ تأتي الطيور - وأخطرها (القوبع) - فتنبش التربة وتأكل البذرة.
الثانية: حين يطلع ثمر المحصول حتى حصاده. وفي هاتين الفترتين لا بد من حماية الزرع، فيظهر هنا (النهام)، وهو رجل يستخدم المقلاع أو المرجامة، ولا اختلاف بين هاتين الأداتين في استعمالهما وصنعهما، غير أن المقلاع يزيد شكلاً بيدين ممتدتين فيهما مسباقاه، والمرجامة نسيج من الصوف أو الليف على هيئة يد الإنسان، ويُوصل في طرفيها حبلان، كل واحد منهما بطول متر تقريبًا، وفي طرف أحدهما عروة ضيقة بقدر إصبع خنصر اليد يدخل منها النهام خنصره لتبقى مشدودة في يده، أما الحبل الثاني فإنه يبقى طليقًا، ويضع النهام الحجر في وسطها، ثم يمسك بطرفي حبليها ثم يدورها عدة مرات بقوة، ثم يطلق الحبل الطليق فيقذف الحجر بعيدًا في مواجهة الطيور، وقد يضع فيها حجرين أو أكثر من الأحجار الصغيرة في طلقة واحدة، وإذا أراد أن يكون لها صوت مرعب وضع ذؤابة دقيقة في المسباق الطليق، وعند إطلاقه بقوة يكون لها صوت، ومن أغاني النهامين:
والصرقاعة هي الذؤابة التي في طرف المسباق، ونهامة زرع الشتاء لا تحتاج المرقبة؛ لأن قصبه غير طويل مثل قصب زرع الصيف - الذرة والدخن - لذا يتمكن النهام من رؤية الطيور واتجاهها.
أما زرع القيظ فإنه لطوله يحتاج إلى مرقبة تمكن النهام من مراقبة أسراب الطيور في اتجاهاتها، فيبني في وسط الزرع بناية صغيرة تشبه البرج يطلع عليها، وقد تقام المرقبة من الخشب - وهي أربع خشبات تُركز على هيئة مربع، وتُشد في أعلاها أربع خشبات تكون مربعًا - ثم تُسقف، ويقف عليها النهام وبجانبه كومة من الأحجار، وفي يده مرجامته أو مقلاعه، وكلما رأى سربًا وجه إليه القذائف، ومعها أصوات عالية يقول فيها: (هيه هيه)، وإذا أطلق المقلاع قال: (هاه هاه) ثم أتبعها بقوله: (جوك جوك)، ومن أقوالهم في النهامة:
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.