هناك العديد من الامراض التي تُصيب الغدّة الكظريّة، وفي ما يأتي بيانٌ أهمّها:
تُعرّف أورام الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland tumors) بأنّها تغيّر في طبيعة وسرعة نمو الخلايا السليمة المكونة للغدّة الكظريّة، بحيث تُصبح خارجة عن سيطرة الجسم، ممّا يؤدي إلى تكوين كتلة، ومن المعروف أنّ هذه الأوارم قد تكون أوراماً سرطانيّة خبيثة، أيْ بإمكانها أن تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو قد تكون أوراماً حميدة، بإمكانها أن تنمو ولكن دون أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن تصنيف الورم بناءً على قدرته على إنتاج هرمونات الغدّة الكظريّة، إذ يُسمّى الورم القادر على إنتاج هرمونات الغدّة الكظريّة بالورم الفعّال (بالإنجليزية: Functioning tumor)، ومثل هذا النوع من الأورام يُنتج في العادة أحد هرمونات الكظرية بكمية عالية، وفي حالات نادرة يُنتج اثنين أو أكثر من هرمونات الكظرية، أمّا الورم غير القادر على إنتاج الهرمونات فيُسمّى بالورم غير الفعّال (بالإنجليزية: Nonfunctioning tumor).
وممّا يجدر التنويه إليه أنّ أورام الغدة الكظرية تُقسم أيضاً بحسب المنشأ، فقد تكون أولية أو ثانوية، وأمّا الأولية فهي التي تنشأ في الغدة الكظرية ذاتها، وأمّا الثانوية فتبدأ في أجزاء أخرى من الجسم كالرئتين وتنتشر لتصل إلى الكظرية، وفيما يأتي بيان أورام الغدّة الكظريّة الأولية:
يُعرَف تضخم الغدّة الكظريّة الخلقي (بالإنجليزية: Congenital adrenal hyperplasia) بأنّه مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تصيب الغدّة الكظريّة، ويتمثل بافتقار أحد الإنزيمات التي تستخدمها الغدّة الكظريّة لإنتاج هرموناتها، وبالتالي فهو يؤثّر في مستوى الهرمونات التي تفرزها الغدّة الكظريّة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لتضخم الغدّة الكظريّة الخلقي إلّا أنّه باستخدام بعض الأدوية عادةً ما يعيش المريض حياة طبيعية، ومن الجدير بالذكر أنّه تختلف أعراض هذا المرض من شخص إلى آخر وذلك بسبب اختلاف الجين المتأثر وبسبب اختلاف مدى نقص الإنزيم، ويُقسم مرض تضخم الغدّة الكظريّة الخلقي إلى نوعين رئيسيين، هما: تضخم الغدّة الكظريّة الخلقي التقليدي (بالإنجليزية: Classic Congenital adrenal hyperplasia) وتضخم الغدّة الكظريّة غير التقليدي (بالإنجليزية: Nonclassic Congenital adrenal hyperplasia)، وعادة ما يتم اكتشاف النوع التقليدي بعد ولادة الجنين بفترة قصيرة، وهو الشكل الأكثر حدّة من المرض، إذ يعاني المريض من نقص في إنتاج الكورتيزول والألدوستيرون، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى ضغط الدم، كما قد يعاني المريض أيضاً من فرط إنتاج الهرمونات الجنسية الذكرية، مما يسبب قصر القامة، وظهور علامات البلوغ في سن مبكر، وتطور الأعضاء التناسلية بشكل غير طبيعيّ للجنين الأنثى أثناء وجوده في الرحم، أمّا النوع غير التقليدي من تضخم الغدّة الكظريّة الخلقي فهو النوع الأكثر شيوعاً، وقد لا تظهر فيه أي أعراض على المريض حتى مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر.
تُعرف الغدّة النخامية بأنّها غدّة صغيرة تقع في قاعدة الدماغ، وتُفرز هرموناتٍ تتحكم في العديد من الغدد الأخرى كالغدّة الكظريّة، ومن هرمونات النخامية الهرمون المنشط لقشرة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone) الذي يُحفّز الغدة الكظرية لإفراز هرموناتها، وهرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) الذي يُحفز إنتاج الثديين للحليب، وهرمون النمو (بالإنجليزية: Growth Hormone) الذي يُحفّز النمو لدى الأطفال ويساعد في المحافظة على صحة العظام والعضلات لدى البالغين، ومن الممكن أن تظهر أورام في الغدة النخامية، وإنّ معظم أورام الغدّة النخامية (بالإنجليزية : pituitary tumors) هي أورام حميدة، لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومنها ما يكون غير فعال فلا يتسبب بإنتاج هرمونات إضافية ولا يُسبب أي أعراض حتى يصبح الورم بحجم معين، ومنها ما قد يكون فعالاً يُسبب فرط إنتاج النخامية لأحد هرموناتها، ومن أورام النخامية الفعالة المرتبطة بالغدة الكظرية : الأورام المُنتجة للهرمون المنشّط لقشرة الكظريّة (بالإنجليزية:Adrenocorticotropic hormone-producing tumors).
تُعرّف متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing syndrome) بأنّها مجموعة من التغيرات الجسدية والعقلية التي تنتج عن ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول لفترة طويلة في الدم، وكما ذكرنا سابقاً فإن هرمون الكورتيزول يُنتج من قشرة الغدّة الكظريّة، ويساعد في الحفاظ على ضغط الدم وصحة القلب والأوعية الدموية، كما أنّه يحوّل الدهون والكبروهيدرات والبروتينات إلى طاقة يستخدمها الجسم، إضافةً إلى أنّه يُحافظ على صحة الجهاز المناعي، ويرتفع مستواه كاستجابة من الجسم أثناء التّعرّض للضغوطات، وتجدر الإشارة إلى أنّ متلازمة كوشينغ قد تحدث نتيجة التعرض لعوامل خارجية، وغالباً ما نجد ذلك لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تشبه هرمون الكورتيزول، مثل دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وذلك لعلاج بعض الاضطرابات الالتهابية مثل: الربو (بالإنجليزية: Asthma) والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالانجليزية: Rheumatoid arthritis)، بالإضافة إلى استخدامه في عمليات زراعة الأعضاء، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من متلازمة كوشينغ يكون مؤقتاً في معظم الأحيان، إذ بمجرد التوقّف عن استخدام الأدوية تبدأ أعراض المتلازمة بالاختفاء، أمَا النوع الآخر من متلازمة كوشينغ فغالباً ما ينتج عن أورام حميدة في العادة تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول من قبل الغدّة الكظريّة أو تزيد إفراز الغدة النخامية للهرمون المنشط للقشرة الكظرية الذي يُحفّز الكظرية لزيادة إنتاج الكورتيزول، وفي حال كانت الحالة ناجمة عن ورم في النخامية سبّب فرط إنتاجها للهرمون المنشط للقشرة الكظرية فإنّ الحالة تُعرف بمرض كوشينغ.
وفي معظم الأحيان يشعر المريض ببعض الأعراض وتظهر عليه بعض الدلائل والإشارات التي تدل على إصابته بمتلازمة كوشينغ، ومن أبرزها ظهور علامات على الجلد ذات لون أرجواني محمر؛ تحديداً على مناطق الفخذين، والبطن، والأرداف، والذراعين، والساقين، والثديين، إضافة إلى زيادة الوزن وتراكم الأنسجة الدهنية في مناطق مُحددة من الجسم، كالمنطقة الوسطى، وأعلى الظهر، والجمل، والمنطقة بين الكتفين بحيث تبدو كالسنام،وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، ضعف الكتلة العضلية، بالإضافة إلى زيادة نمو شعر الوجه لدى النساء.
يتمثل قصور الغدّة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal Insufficiency) بعدم إنتاج الغدّة الكظريّة ما يكفي حاجة الجسم من هرموناتها، ويقسم قصور الغدّة الكظريّة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: قصور الغدّة الكظريّة الأولي، وقصور الغدّة الكظريّة الثانوي، وقصور الغدّة الكظريّة الثالثي، ويمكن بيان كل نوع من الأنواع الثلاثة بشيء من التفصيل كما يأتي:
يُعرف فرط الألدوستيرونية (بالإنجليزية: Hyperaldosteronism) بأنّه حالة يتم فيها إفراز كميات كبيرة من هرمون الألدوستيرون، وقد يكون من غدّة كظرية واحدة أو من كلتا الغدّتين، ومن المعروف أنّ هرمون الألدوستيرون يتحكم في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وإنّ ارتفاع مستوى الألدوستيرون في الدم سيؤثر في مستويات البوتاسيوم في الدم فيُخفّضها، ونتيجة لذلك قد يشعر المريض بالتعب والإرهاق بشكل عام، بالإضافة إلى تشنّجات في العضلات يمكن أن تؤدي إلى شلل مؤقت، كما يمكن أن يشعر المريض بالعطش الشديد، والحاجة إلى التبوّل بشكل متكرّر،.ومن الجدير بالذّكر أنّ فرط الألدوستيرونية نوعان؛ إمّا أولي وإمّا ثانوي، وعند الحديث عن النوع الأولي فيُشار إلى أنّه ناتج عن وجود اضطراب في الغدد الكظرية نفسها، ومعظم هذه الحالات ناتجة عن إصابة الغدة الكظرية بورم حميد، أمّا فرط الألدوستيرونية فإنّه ناتج عن اضطراب في مواقع أخرى من الجسم؛ وقد تكون هذه الاضطرابات مرتبطة بالجينات، أو النظام الغذائي، أو المشاكل الصحيّة الأخرى؛ مثل المشاكل التي تؤثر في القلب، أو الكبد، أو الكليتين، أو ارتفاع ضغط الدم.
يمكن أن ينتج نزيف الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal hemorrhage) عن التعرّض لإصابة معينة أو مُسببات أخرى غير مُرتبطة بالإصابات، وقد يكون هذا النوع من النزيف أحادي الجانب، وعادة ما يتم اكتشافه بالصدفة عند إجراء الفحوصات التصويرية لسبب آخر، أو قد يكون ثنائي الجانب بحيث قد يؤدي إلى قصور كبير في الغدة الكظرية، ويعد حدوث صدمة أحد أكثر الأسباب المؤدية لحدوث نزيف الغدة الكظرية أحادي الجانب شيوعاً، ويُمكن القول بأنّه من النادر أن يكون النزيف ثنائي الجانب ناتجاً عن ذلك، وغالباً ما يُعزى النوع ثنائي الجانب إلى تشنج وريد الكظرية أو تجلط الدم بحيث تستلزم هذه الحالة إخضاع المريض لعناية مُناسبة بأقصى سرعة ممكنة.