تُعدُّ محافظة ذي قار إحدى المحافظات العراقيّة، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون وتسعمائة ألف نسمة، ويعيش في المنطقة قبائل عربيّة بدويّة وحضريّة، هذا بالإضافة لوجود عرب الأهوار الذين يعيشون في منطقة الأهوار.
يُشار إلى أنَّ محافظة ذي قار عُرفت منذ نشأتها بمسميات عديدة ومنها:
يعود تاريخ محافظة ذي قار إلى 5000 سنة، وهي بذلك مدينة قديمة، ويقع في هذه المحافظة مدينة أور القديمة، ويُذكر أنَّ السومريين والأكاديين وغيرهم سكنوا هذه الأرض، حيث يُقال أنَّ هذه المحافظة كانت بلاد سومر في فترة العصور القديمة، وفي أيام الدولة الأمويّة كانت هذه المحافظة بلاد واسط، ثمَّ أصبحت البطائح في العصر العباسيّ، كما وعرفت ببلاد المنتفق في العهد العثمانيّ؛ وذلك نسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعيب بن ربيعة بن عامر بن صعصع،وتتميز ذي قار بأنَّها مكان مولد النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، وفيها الناصريّة إحدى محافظات العراق التي أنجبت عدداً من الأدباء، والوزراء، والمنشدين.
تُعتبر معركة ذي قار أعظم معارك العرب قبل الإسلام، وهي أول معركة ينتصف فيها العرب من العجم، وبدأت المعركة بقدوم الفرس وجندها، والتجأوا إلى أرض محافظة ذي قار، وعندما حان أول يوم للمعركة، استظهر جيش الفرس على العرب، وفي اليوم الثاني خاف الفرس على أنفسهم من العطش، وذهبوا إلى منطقة الجبابات، وما كان على قبائل بكر وبقية القبائل إلّا أن تذهب خلفهم وتتبعهم، وفي منطقة ذي قار اشتدت الحرب بينهم، وتمكّن العرب في ذلك اليوم من إلحاق هزيمة نكراء بالفرس، ويجدر بالذكر هُنا إلى أنَّ معركة ذي قار لم تحدث في يوم واحد، وإنَّما سبقها عدد من المعارك ثمَّ انتهت بحادثة ذي قار، التي حسمت نتيجة القتال، ونُسبت المعركة لمنطقة ذي قار التي شهدت أحداث آخر المعركة.
ذُكرت ذي قار في أشعار العرب، فهذا الأعشى يقول في يوم ذي قار:
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،