الأصدقاء هم تلك البهجة التي تضاف إلى حياتنا، هم تلك اليد التي تساعدنا عندما نقع في المشاكل، الأصدقاء هم الإخوة بالمواقف و التشارك، فالأصدقاء من أجمل النعم للإنسان في حياته .
قصيدة إلى صديق للشاعر مسعد محمد زياد، هو شاعر فلسطيني الأصل، من مواليد دير البلح في قطاع غزة عام 1947 م، وقد حصل من جامعة الإسكندرسة في مصر على ليسانس لغة عربية ولغات شرقية، وقد أكمل دراسة الماجستير من جامعة القاهرة في الأدب العربي، وبعدها حصل على الدكتواره من أكاديمية إكسفورد بالفلسفة في الأدب الحديث والنقد، وله دواوين شعرية منها: أشعار من ذاكرة الوطن، الصمت العربي وكبرياء الجرح وحوار مع الزمن.
يا أيها الصحب الكرام تحيــة
الليل يهمس باللقـــاء مرحِّبا
وصبا النسيم مع النجوم ملامسا
وتدحرجت حُبَبُ النـدى .. ريانة
ويحفـنا نور الإله .. وفضلـه
جئــنا نهنئ فارسا .. مترجلا
وأرى الوفاء .. مع المحبة أقسما
لا تعجبوا إن قلت طلقني الخيا ل
واليوم ملهمة القصيـد تصـدني
لكنني أشتاق للكلم .. الجميــل
لحظات أُنس حــركت في داخلي
هي في شغاف القلب وجد محرق
وأرى الكرى عن جفن عينيَ ينضوي
هي صحوة الآتي يحـــن لغابر
هي صحوة البذل الجزيل وعـزَّة
هي صحوة العلم الرفيع ... بنوره
وأرى أصيحابي الكـرام تعاهدوا
يسمو بهم شرف الكفاح ويزدهي
أمـل يلــوح لأمة مهمــومة
يا أمتي . . آهٍ لأمّـة عــــزّنا
ها نحن نحفل بالكريم وصحبــه
جئنا نهنئ جهبذا .. متوشحــا
جئنا نكـرِّم فارسا أوفى العطـا
فيـض من الخلق الرفيع وعلمُـهُ
قد كنت دوما حين يجمعنا الندى
واليـوم أشعر فى قرارة خاطري
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
استلهـم الإيمـان من عتباتها
يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا
وكبا جواد الشعر يخذل همتــي
عتبي على صحبي الكرام فإنهـم
قد كنت دوما حين يجمعنا الندى
واليـوم أشعر فى قرارة خاطري
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة بـين
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
يا أيها الأجــواد حسبيَ أننـي قد
استلهـم الإيمـان من عتباتها
يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا
وكبا جواد الشعر يخذل همتــي
قصيدة لنكن أصدقاء للشاعرة نازك الملائكة، هي شاعرة عراقية ولدت في بغداد عام 1923م، وقد تخرجت من قسم الموسيقا في معهد الفنون الجميلة، وبعدها أكملت دراستها العليا الماجستير في الأدب المقارن وعينت أستاذة بدايةً في جامعة بغداد وبعدها بكل من جامعة البصرة ثمّ جامعة الكويت، من دواوينها الشعرية:عاشقة الليل، ويغير ألوانه البحر، والصلاة والثورة، ومأساة الحياة وأغنية للإنسان.
لنكن أصدقاء
في متاهات هذا الوجود الكئيب
حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء
في زوايا الليالي البطاء
حيث صوت الضحايا الرهيب
هازئا بالرجاء
لنكن أصدقاء
فعيون القضاء
جامدات الحدق
ترمق البشر المتعبين
في دروب الأسى والأنين
تحت سوط الزمان النزق
لنكن أصدقاء ,
ألأكفّ التي عرفت كيف تجبي الدماء
وتحزّ رقاب الخلّيين والأبرياء
ستحسّ اختلاج الشعور
كلّما لامست إصبعا أو يدا
والعيون التي طالما حدّقت في غرور
ترمق الموكب الأسودا
موكب الرازحين العبيد
هذه الأعين الفارغات
ستحسّ الحياة
ويعود الجمود البليد
خلفها ألف عرق جديد
والقلوب التي سمعت في انتعاش
صرخات الجياع العطاش
ستذوب لتسقي صدى الظامئين
كأسة ولتكن ملئت بالأنين
لنكن أصدقاء
نحن والحائرون
نحن والعزّل المتعبون
والذين يقال لهم "مجرمون"
نحن والأشقياء
نحن والثملون بخمر الرخاء
والذين ينامون في القفر تحت السماء
نحن والتائهون بلا مأوى
نحن والصارخون بلا جدوى
نحن والأسرى
نحن والأمم الأخرى
في بحار الثلوج
في بلاد الزنوّج
في الصحارى وفي كلّ أرض تضمّ البشر
كلّ أرض أصاخت لآلامنا
كلّ أرض تلقّت توابيت أحلامنا
ووعت صرخات الضجر
من ضحايا القدر
لنكن أصدقاء
إن صوتا وراء الدماء
في عروق الذين تساقوا كؤوس العداء
في عروق الذين يظلّون كالثملين
يطعنون الإخاء
يطعنون أعزّاءهم باسمين
في عروق المحبّين..والهاربين
من أحبّائهم , من نداء الحنين
في جميع العروق
إنّ صوتا وراء جميع العروق
هامسا في قرارة كلّ فؤاد خفوق
يجمع الأخوة النافرين
ويشدّ قلوب الشقّيين والضاحكين
ذلك الصوت , صوت الإخاء
فلنكن أصدقاء
في بعيد الديار
ووراء البحار
في الصحارى , وفي القطب , في المدن الآمنه
في القرى الساكنه
أصدقاء بشر
أصدقاء ينادون أين المفر ؟
ويصيحون في نبرة ذابله
ويموتون في وحدة قاتله
أصدقاء جياع , حفاة , عراه
لفظتهم شفاه الحياه
إنهم أشقياء
فلنكن أصدقاء
من بعيد
صوت عصف الرياح الشديد
ناقلا ألف صوت مديد
من صراخ الضحايا وراء الحدود
في بقاع الوجود
ألضحايا , ضحايا العراك
وضحايا القيود
وصدى "هياواثا " هناك
مثقلا بأنين الجياع
بأسى المصطلين لظى الحمّى
بالذين يموتون دون وداع
دون أن يعرفوا أما
دونما آباء
دونما أصدقاء
الأصدقاء والحب من أجمل الأشياء الموجودة في حياتنا وهما مصطلحان متشابهان فيجب أن تكون صديقاً وفياً لكي تذوق لذة الحب، العيب في الصداقة أنّها نادرة الوجود، كاللؤلؤة في أعماق البحار، جوهرة يصعب امتلاكها، دفئ وحنان وصدق وتعاون، فالصداقة والحب الحقيقي مصدر للأمان والدفئ والسرور، فهما كلمتان لا يستوعب معناهما إلّا من يمتلك صديقاً وحبيباً وفياً، ويعرف قيمتهما من يمتلك شخصاً خائن.
الاصدقاء هم أوطاننا الصغيرة، هم الوجه الآخر للحب، الحب الذي لا يصدأ أبداً، هم من يفهموك بلا كلمات وهم من يصدقوك بلا أدلة، وينصحوك من دون أغراض، ويحبوك من دون أسباب، وهم من يعرفوك من دون مصالح.
قد تكون وحيداً وتظن أنّ الأصدقاء الكثيرين هم من يصنعون لك السعادة، ولكن تأكد أنّالسعادة ليست بالعدد بل بشخص يكون لك سند، تتكلم معه بلا حواجز ولا حدود ويغنيك عن الجميع لأنّ أكثرهم مجرد عدد.